الكلام جاب الكلام

لإنتخابات على الأبواب .. إمتلأت المحطات الإذاعية والتلفزيونية وصفحات الجرائد واللافتات الإعلانية التى على نواصى الشوارع ومداخل الكبارى بصور المرشحين وطلعاتهم (البهية)، وبهية هذه إحدى الأغنيات الهابطة التى إنتشرت فى السبعينات (ربما) ، يقول مطلع تلك الأغنية (والتى لا أدرى لماذا أتذكرتها حينما أطالع صور المرشحين) : يا بهية .. الشحم ده .. يا بهية .. اللحم ده .

واللحم كما نعلم يحتوى على أعلى نسبة (بروتين) والبروتين ضروري لصحة الإنسان وله أهمية عظيمة من حيث القيمة الحيوية لاحتوائه على الأحماض الأمينية الحيوية المفيدة للنمو والصحة وهي أنسب المواد الغذائية لبناء أجسادنا التى أصبح بروتين (الفول) مكوناً أساسياً لها بعد أن (ثبت) سعر كيلو اللحم الضانى على (18 جنيه) يعنى حوالى (7 دولار) فى بلاد لثروتها الحيوانية (وزارة) ، وكما أن السفارة يجلس على رأسها (سفير) فالوزارة يجلس على رأسها (وزير) لكن على الرغم من أن مهامهما مختلفة إلا أن الإثنين يتفقان على أنهما فى إنشغال دائم ويصعب بل يستحيل وصول (المواطن) إليهما فى أى وقت .

والوقت هو الزمن وهو عامل مهم فى حياة الشعوب والأفراد لدرجة أن إدارة الوقت وكيفية الإستفادة منه أضحت علماً يدرس فى الجامعات وقد سميت الجامعات بهذا الإسم نظرا لأنها تجمع العديد من الكليات المختلفة في قسم واحد وقد إصطلح المواطنون على تسمية (مركز الشرطة) بالقسم ، ولعل من الأشياء التى لم أجد لها مبرراً أو تفسيراً هى عدم وجود (كراسى) فى (كل) مكاتب بلاغات (أقسام الشرطة) فى كافة أنحاء البلاد دون إستثناء .

والإستثناء هو نوع من أنواع المفعول به ، لأنه يكون في حالة النصب منصوبا بفعل محذوف تقديره " استثني " ، وتدل عليه كلمة الاستثناء . نحو : حضر الولاة إلا والياً (يكون مشغول بالبيزنيس بتاعو) وإذا كان المستثنى مفقودا أى (غير موجود) سميت جملة الاستثناء ناقصة ، أو غير تامة . نحو : ما فاز إلا مرشحى الوطنى (ما طبعن) ، وإذا كان المستثنى جزءا من المستثنى منه سمي الاستثناء متصلا نحو : أضرب الإطباء إلا طبيباً (بايت ليهو فوق رأى) ، وإذا لم يكن المستثنى جزءا من المستثنى منه سمي منقطعا .نحو : حضر المسافرون إلا حقائبهم (جايين بالناقل الوطنى وكده) وقد وردت كلمة ومفردة (كده) فى الأغانى السودانية كثيراُ ولعل أشهرها تلك الأغنية الهابطة التى يقول مطلعها (كده كده يا الترلة) والترلة تعنى (مقطورة) وهى فى الأصل كلمة أجنبية .

والأجنبى لفظ يطلق على كل ما هو غير (وطنى) وقد كثر إستخدام اللفظ مؤخراً ، الوجود الأجنبى ، التدخل الأجنبى، النقد الأجنبى كما أن كل من يختلف معك بالرأى بلا شك فهو (عميل أجنبى) .

وكلمة عميل تستخدم في العديد من الميادين وبمعان مختلفة ففي الذكاء الإصطناعي تستخدم كاختصار لـ(عميل برمجى) وفى السياسة والتجسس تستخدم بمعنى (جاسوس) و(خائن) أما فى الإقتصاد فتستخدم بمعنى (زبون) كما فى المصارف والبنوك.

والبنوك هى مؤسسات مالية تهدف إلى تسهيل المعاملات المالية للعملاء وحفظ الأموال وتشغيلها
وقد انشئت أول البنوك الحديثة خلال النهضة الأوربية فى مدينة البندقية بإيطاليا كما أن أول البنوك العربية هو بنك مصر الذى أسسه (طلعت حرب) فى أوائل القرن العشرين وتعد البنوك المكان المناسب لحفظ النقود والأموال والمكان الذي يمكن الاقتراض منه عند الحاجة لقاء ضمان ما يغطي قيمة القرض (فى بنوكنا الشرط ده ما ضرورى) ، والبنوك عادة تقرض الناس المبالغ التي يحتاجون لها لقاء فائدة للبنك وهذا الأسلوب محرم في الإسلام، ويستعاض عنه في المصارف الإسلامية بسد حاجة العميل المقترض عن طريق شراء البنك حاجة العميل المقترض منه مثل (عربة أو عقار) وبيعها إلى العميل المقترض بالأجل بسعر أعلى كما تفعل بنوكنا التى (خلت شغلها وبقت ذى الدلالية شغالة عربات سااااكت) وساااكت أى (صامت) وفى الأقوال المأثورة (السكوت علامة الرضا) وهو قول تستفيد منه (الحكومات كثيراً) لجس نبض (الشارع) فإذا ما زيدت أسعار سلعة ضرورية و(سكت الشعب) فإن ذلك وبلا شك هو علامة ودليل على الرضا (ما الخوف) ، ومن العبارات المستحدثة مسألة (الإجماع السكوتى) وهذه لا محالة بدعة من بدع (الشيخ)، ولعل من غرائب الدارجة السودانية قولهم (قام قعد وإتكلم ساااكت) .

كسرة :

هو المقال ده كان عن شنو؟ الظاهر الكلام جاب الكلام !!

تدوينات الفاتح يوسف جبرا