عمار فتح الرحمن (الاحداث)
في انتخابات الرئاسة الأمريكية العام قبل الماضي صُدم قطاع كبير من الشعب الامريكي عندما علم بان المرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس سارة بالين، صرفت اكثر من 2 مليون دولار على مكياجها وملابسها، في الوقت الذي صرف فيه ربع هذا المبلغ على الاكسسوارات والذهب الذي كانت ترتديه لاقناع الناخب الامريكي بها، ونشرت في ذلك الوقت صحيفة (شيكاغو ترابيون ) على لسان جون مكين مرشح الرئاسة الجمهوري، بان جميع الملابس والاكسسوارات الخاصة بسارة ستباع في مزاد علني او سيتم التبرع بها لمؤسسات خيرية فور الفراغ من الحملة الانتخابية، بينما في مصر اصابت الدهشة المصريين عندما شاهدوا رئيسهم حسني مبارك وللمرة الأولى في حملاته الانتخابية في الصراع نحو قصر العروبة عام 2005 يرتدي قميصا دون رابطة العنق او الجاكت الذي لم يفارقة على مدار عقود كان يطل فيها عليهم، حتى في فترات الاستفتاءات الرئاسية السابقة، إلا ان مديرة حملته الانتخابية لميس الحديدي علقت آنذاك وهي التي - لم تنفي تأثرها بالنمط الامريكي- ، بان ظهور الرئيس بصورة عادية تقربة زلفى للمواطن وتكسر الكثير من حدة المنظر التقليدي للرئيس، والجميع يذكر كيف ان الرئيس الافغاني حامد كرزاي لفت الانظار الى شخصيته بملبسه المميز للحد الذي اختارته احدى كبريات الصحف المهتمة بالازياء قبل اكثر من عامين كواحد من اكثر الزعماء اناقة في العالم.
وفي السودان الذي يعيش هذه الأيام حدة الحملات الانتخابية والصراع المحموم للمرة الاولى منذ عقدين -وزيادة - على خوض الانتخابات بمستوياتها المختلفة، تشهد الحملات سجالا سياسيا عنيفا وتحركات مكوكية للمرشحين سيما على المستوي الرئاسي، ومع الاعتبار الموضوع سلفا لزهد الشارع السوداني وبعده عن الظاهر والمظاهر، وميله نحو الاهتمام الاعمق بالمضمون، فان موجة التقليعات الرئاسية ان صلح التعبير، بدأت تظهر على مشهد الحملات الانتخابية، في ظل تميز كل مرشح بشكله ومظهره - بقصد او بدون - فقد تميز- مثلا - مرشح المؤتمر الوطني للرئاسة المشير عمر البشير بارتدائه للملابس المختلفة والملفتة نوعا ما، على نمط لكل مكان «قميص»، ففي زياراته المتعددة للولايات المختلفة ظهر بانه يميل لاختيار الملابس ذات الدلالة المكانية والثقافية والسياسية احيانا، فالبشير ومنذ فترة طويلة تأثر كثيرا بدلالات الملبس وتعمد أكثر ارتداء الملابس ذات الدلالة والمغزى السياسي وفي بعضها الجغرافي، ففي أحدى زياراته لمصر مطلع التسعينات والتي شهدت ارتفاع حرارة الخلاف حول حلايب وشلاتين، ذهب الى القاهرة مشاركا في القمة العربية مرتديا الزي الخاص بسكان حلايب، بينما ظهر في مناسبات أخرى، وغير مرة بملابس سكان الجنوب واشهرها تلك الصورة التي تتوسط عددا مقدراً من الميايدين الرئيسية في الخرطوم من باب الدعاية الانتخابية، وهو يرتدي الزي الجنوبي الكامل الذي تزيأ به ابان اعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية لويس مورينو اوكامبو لقراره بتوقيف الرئيس لجرائم ارتكبت في دارفور، وذلك عند لقائه بسكان الولايات الجنوبية الذين أتوا لمناصرته، وكتب تحتها «رجل السلام والوحدة»، على غرار شعار الرئيس المصري أنور السادات « رجل الحرب والسلام «، التي ربما تناسب البشير بكل تفاصيلها، الا انه قدم الوحدة على الحرب لدواعي المرحلة، بينما ظهر في زياراته الانتخابية الاخيرة للجنوب بولاياته المختلفة بذات المظهر مرتديا القميص الأفريقي الواسع المزركش الفضفاض، لا بل حرص على الحديث بعربي جوبا وادائه لبعض الرقصات الجنوبية في بعض الاحيان، ولكن ليس على طريقة الوزير المصري الشهير صلاح سالم بالجنوب في خمسينيات القرن المنتهي، بينما مال احيانا لارتداء الجلباب والعمة في جولاته الشمالية، وشوهد مرات عديدة بالسديري فوق الجلابية عندما تحرك شرقا. و زاد على كل ذلك فى الآونة الاخيرة بارتداء «كاب» يحمل شعار المؤتمر الوطنى واحيانا يظهر بقميص عادي مصحوبا بجاكيت يكون رمادي اللون.
فى أغلب الأحيان ملابس المرشحين ينظر اليها باعتبارها احد الحيل الانتخابية التي يبقىn الهدف من وراءها أستقطاب شريحة اوسع من الناخبين، خاصة الشباب الذين قد يتأثروا بالمظاهر أكثر من البرامج أو معها، فمرشح الحركة الشعبية ياسر عرمان ومنذ ترشحه تحدث البعض بانه قد يمثل اوباما السودان، لشبابه وللجهة التي دفعته نحو الكرسي، وهو ما أعجب الرجل على مايبدو فحرص على ارتداء القمصان البيضاء والملابس الشبابية التي تشبة كثيرا ذات الملابس التي ارتداها - ومازال - اوباما، بينما حاول في مرة أخرى ارتداء اللباس السوداني التقليدي الجلابية والعمة حين زار شرق السودان، وعرمان نهج خط اوباما برفعه شعار التغيير كما شابهه فى طريقة الملبس واستفاد من النهج الاوبامي عند تدشين حملته الانتخابية!! ومن جهة أخري تأثر بطريقة زعيم الحركة الشعبية التاريخي الراحل جون قرنق الذي اهتم كثير بالمظهر الذي يخرج به على الناس، ومن بينها صورة نادرة جدا له فترة العمل المسلح بشرق السودان وهو يرتدي العمة والجلابية، وهاهو عرمان يهتم بذات الامور وان كان بطريقته او بالاحرى بالطريقة الاوبامية. اما زعيم الحركة الشعبية التى قدمت عرمان للرئاسة سلفاكير ميادريت فلم يبد اهتماما بتغيير مظهره الذي يعتبر فى الاصل مميزا بقبعته الكبيرة التي لاتفارقه وتكاد تكون مكملة للبدلة الأفرنجية الكاملة، وربطات العنق الأنيقة غير ان بعض الصور فى لقاءات جماهيرية او داخلية اظهرت سلفا حاسر الرأس وبزي أقرب للطريقة الباكستانية مع اختلاف الألوان وطريقة التفصيل، وبالنظر الى منافسه الأوحد فى الجنوب لام أكول فإن الاخير حرص للغاية على عدم التخلي عن البدلة ولم يشاهد فى الغالب بغيرها.
بقية المرشحين ومع اشتعال برامجهم الانتخابية يظهر عدم اهتمامهم بمدلولات الزي او حيله، فالسيد الصادق المهدي لم يغير كثيرا من مظهره الخارجي، باعتبار انه شغل الناس كثيرا ومنذ سنوات طويلة بــبعض البدل و الجلابيب الغريبة والتي تميل نحو الفلكلور الهندي و أحياناً النمط الطالباني، الا انه عاد مؤخرا للجلابية الانصارية الصافية التي لايعكر صفوها الخيط الهندي، وهو ما اتحد معه فيها ابن عمه بجانب «وحدتهم الحزبية» السيد مبارك الفاضل الذي بات يفضل الجلابية والعمة التي لم يتغير او يتبدل شكلها كحال جلباب الامام، التي حاول الخروج عنها دون جدوى، انما كان يخالطه بين الحين والآخر ويتبادل معها اللباس الغربي الكامل، والذي يظهر فيه اكثر أناقة من غيره، الا ان اعتبارات الانتخاب جعلته اقرب للزي التقليدي في ظل التهم التي تلاحقه بولائه السياسي للغرب، بالرغم من أن البعض لايرون رابطاً بين الأمرين، فالسياسي في السودان يُحكم عليه بناءا على اعتبارات اخرى ابعد ماتكون عن المظهر، لذلك قد لا يكون في الأمر ماهو ملفت - اللهم - الا إن كان من باب السياحة الانتخابية او الطرفات الدعائية التي تقلل من حدة الصراع ليس أكثر.
رمز العصا ومرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي « الأصل « حاتم السر المحامي تشابهت عليه الملابس وظهر محتارا في ما يمتطي لكي يتلاءم مع عصاه، الا أن تأثره هو الآخر بالنمط الغربي الثقافي هذه المرة وليس السياسي، بعد ان عاش طويلا بين اهلها، جعله يميل ميلا عظيما لارتداء البدلة الغربية الكاملة التي كثيرا مازينتها رابطة عنق «مزهرة» اللون تسر الناظرين، مرة حمراء واخرى بنفسجية وثالثة وردية، وعلى شاكلة تلك الالوان البهية، التي لم تعتد عليها العين السودانية، وان ظهر عليها اللمسة الباريسية، بينما لُمح في مناسبات أُخر بالجلابية الختمية صاحبة اللياقة العليا بعمتها وكمال زينتها، وهو الذي يتقاسم الشبة في هذا الامر، مع صديقه عرمان ، اذ انه ظل طيلة فترة ظهوره الاعلامي قليل الميل للزي التقليدي الا ان ضرورات الانتخاب والتجول بين الاهل والاحباب، ربما اضطرته لمغادرة عشقه الاول ولو - مؤقتاً - ، كما انه اعتمد في دعايته الانتخابية على نشر صورة بالبدلة الكاملة التي التقطت في الاستديو الاشهر في السودان (ماجستيك) كما يظهر من تقنيات الدجيتال العالية التي ظهرت على الصورة ، بينما لم تلحظ عين المراقبين صورة له بغيرها. والقصد هنا يتجه نحو البدلة الغربية.
ما أفتتحنا به الحديث من بذخ المرشحة الامريكية السابقة سارة بالين، لم يؤثر على المرأة الوحيدة في السباق الانتخابي نحو الرئاسة فاطمة عبدالمحمود، اذ انها تميل الي الزينة البسيطة التي تظهر الكثير من اناقتها بجانب اعتمادها على الثوب السوداني الذي يحفظ لها الوقار، بينما ظل محمد ابراهيم نقد بالجلابية والعمة بجانب ارتداء محدود للبنطلون والقميص «الحاف» الذي تميز به كبار الشيوعيين واحيانا البدلة السفارية، التي لم يخلعها كثيرا مرشح المؤتمر الشعبي عبد الله دينق إنما «خاواها» بالبدلة الغربية، ولم يستعن كثيرا بزيه الأصلي «الجنوبي «ولا بلباس اهل الملة التي ينتمي اليها، مكتفيا بكونه اوباما السودان الحقيقي ولسان حاله: أن لاداعي للتقليد
وظل المرشح المستقل كامل ادريس القادم من منصة احدى المؤسسات الدولية حريصا على ارتداء البدل الافرنجية الكاملة وان كان قد ظهر نادرا في حملته بجلباب لونه ليس ابيضا ولم يضع عمامة على رأسه بل اكتفى فقط بالطاقية.
وظل المرشح المستقل محمود جحا يواصل ارتداء البدل السفاري مع غلبة اللون (البيج )عليها في كثير من الاحيان.
بالرغم من أن الملابس لن يكون لها تأثير على سير عملية الانتخابات وجذب عدد اضافي من الناخبين لصالح هذا المرشح او ذاك، سيما في بلد كالسودان التي يطمح مواطنوها الى اختيار رئيس يكون قادرا على تحقيق طفرة في حياتهم بجملتها، لا أن يتفنن هو في ارتداء مالذ وطاب من الملابس، الا ان هذه المظاهر الانتخابية قد تشكل - ولو من بعيد - ارضية لمحددات نحو عادات مستجلبة، وان ظهرت غريبة اومختلفة على الثقافة السودانية التي باتت تتأثر كثيرا بمؤشرات الطفرة البترولية والثقافات المستوردة، التي غيرت المزاج العام ليس فقط في اللباس ولكن في كثير من الاهتمامات الاخرى.
في انتخابات الرئاسة الأمريكية العام قبل الماضي صُدم قطاع كبير من الشعب الامريكي عندما علم بان المرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس سارة بالين، صرفت اكثر من 2 مليون دولار على مكياجها وملابسها، في الوقت الذي صرف فيه ربع هذا المبلغ على الاكسسوارات والذهب الذي كانت ترتديه لاقناع الناخب الامريكي بها، ونشرت في ذلك الوقت صحيفة (شيكاغو ترابيون ) على لسان جون مكين مرشح الرئاسة الجمهوري، بان جميع الملابس والاكسسوارات الخاصة بسارة ستباع في مزاد علني او سيتم التبرع بها لمؤسسات خيرية فور الفراغ من الحملة الانتخابية، بينما في مصر اصابت الدهشة المصريين عندما شاهدوا رئيسهم حسني مبارك وللمرة الأولى في حملاته الانتخابية في الصراع نحو قصر العروبة عام 2005 يرتدي قميصا دون رابطة العنق او الجاكت الذي لم يفارقة على مدار عقود كان يطل فيها عليهم، حتى في فترات الاستفتاءات الرئاسية السابقة، إلا ان مديرة حملته الانتخابية لميس الحديدي علقت آنذاك وهي التي - لم تنفي تأثرها بالنمط الامريكي- ، بان ظهور الرئيس بصورة عادية تقربة زلفى للمواطن وتكسر الكثير من حدة المنظر التقليدي للرئيس، والجميع يذكر كيف ان الرئيس الافغاني حامد كرزاي لفت الانظار الى شخصيته بملبسه المميز للحد الذي اختارته احدى كبريات الصحف المهتمة بالازياء قبل اكثر من عامين كواحد من اكثر الزعماء اناقة في العالم.
وفي السودان الذي يعيش هذه الأيام حدة الحملات الانتخابية والصراع المحموم للمرة الاولى منذ عقدين -وزيادة - على خوض الانتخابات بمستوياتها المختلفة، تشهد الحملات سجالا سياسيا عنيفا وتحركات مكوكية للمرشحين سيما على المستوي الرئاسي، ومع الاعتبار الموضوع سلفا لزهد الشارع السوداني وبعده عن الظاهر والمظاهر، وميله نحو الاهتمام الاعمق بالمضمون، فان موجة التقليعات الرئاسية ان صلح التعبير، بدأت تظهر على مشهد الحملات الانتخابية، في ظل تميز كل مرشح بشكله ومظهره - بقصد او بدون - فقد تميز- مثلا - مرشح المؤتمر الوطني للرئاسة المشير عمر البشير بارتدائه للملابس المختلفة والملفتة نوعا ما، على نمط لكل مكان «قميص»، ففي زياراته المتعددة للولايات المختلفة ظهر بانه يميل لاختيار الملابس ذات الدلالة المكانية والثقافية والسياسية احيانا، فالبشير ومنذ فترة طويلة تأثر كثيرا بدلالات الملبس وتعمد أكثر ارتداء الملابس ذات الدلالة والمغزى السياسي وفي بعضها الجغرافي، ففي أحدى زياراته لمصر مطلع التسعينات والتي شهدت ارتفاع حرارة الخلاف حول حلايب وشلاتين، ذهب الى القاهرة مشاركا في القمة العربية مرتديا الزي الخاص بسكان حلايب، بينما ظهر في مناسبات أخرى، وغير مرة بملابس سكان الجنوب واشهرها تلك الصورة التي تتوسط عددا مقدراً من الميايدين الرئيسية في الخرطوم من باب الدعاية الانتخابية، وهو يرتدي الزي الجنوبي الكامل الذي تزيأ به ابان اعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية لويس مورينو اوكامبو لقراره بتوقيف الرئيس لجرائم ارتكبت في دارفور، وذلك عند لقائه بسكان الولايات الجنوبية الذين أتوا لمناصرته، وكتب تحتها «رجل السلام والوحدة»، على غرار شعار الرئيس المصري أنور السادات « رجل الحرب والسلام «، التي ربما تناسب البشير بكل تفاصيلها، الا انه قدم الوحدة على الحرب لدواعي المرحلة، بينما ظهر في زياراته الانتخابية الاخيرة للجنوب بولاياته المختلفة بذات المظهر مرتديا القميص الأفريقي الواسع المزركش الفضفاض، لا بل حرص على الحديث بعربي جوبا وادائه لبعض الرقصات الجنوبية في بعض الاحيان، ولكن ليس على طريقة الوزير المصري الشهير صلاح سالم بالجنوب في خمسينيات القرن المنتهي، بينما مال احيانا لارتداء الجلباب والعمة في جولاته الشمالية، وشوهد مرات عديدة بالسديري فوق الجلابية عندما تحرك شرقا. و زاد على كل ذلك فى الآونة الاخيرة بارتداء «كاب» يحمل شعار المؤتمر الوطنى واحيانا يظهر بقميص عادي مصحوبا بجاكيت يكون رمادي اللون.
فى أغلب الأحيان ملابس المرشحين ينظر اليها باعتبارها احد الحيل الانتخابية التي يبقىn الهدف من وراءها أستقطاب شريحة اوسع من الناخبين، خاصة الشباب الذين قد يتأثروا بالمظاهر أكثر من البرامج أو معها، فمرشح الحركة الشعبية ياسر عرمان ومنذ ترشحه تحدث البعض بانه قد يمثل اوباما السودان، لشبابه وللجهة التي دفعته نحو الكرسي، وهو ما أعجب الرجل على مايبدو فحرص على ارتداء القمصان البيضاء والملابس الشبابية التي تشبة كثيرا ذات الملابس التي ارتداها - ومازال - اوباما، بينما حاول في مرة أخرى ارتداء اللباس السوداني التقليدي الجلابية والعمة حين زار شرق السودان، وعرمان نهج خط اوباما برفعه شعار التغيير كما شابهه فى طريقة الملبس واستفاد من النهج الاوبامي عند تدشين حملته الانتخابية!! ومن جهة أخري تأثر بطريقة زعيم الحركة الشعبية التاريخي الراحل جون قرنق الذي اهتم كثير بالمظهر الذي يخرج به على الناس، ومن بينها صورة نادرة جدا له فترة العمل المسلح بشرق السودان وهو يرتدي العمة والجلابية، وهاهو عرمان يهتم بذات الامور وان كان بطريقته او بالاحرى بالطريقة الاوبامية. اما زعيم الحركة الشعبية التى قدمت عرمان للرئاسة سلفاكير ميادريت فلم يبد اهتماما بتغيير مظهره الذي يعتبر فى الاصل مميزا بقبعته الكبيرة التي لاتفارقه وتكاد تكون مكملة للبدلة الأفرنجية الكاملة، وربطات العنق الأنيقة غير ان بعض الصور فى لقاءات جماهيرية او داخلية اظهرت سلفا حاسر الرأس وبزي أقرب للطريقة الباكستانية مع اختلاف الألوان وطريقة التفصيل، وبالنظر الى منافسه الأوحد فى الجنوب لام أكول فإن الاخير حرص للغاية على عدم التخلي عن البدلة ولم يشاهد فى الغالب بغيرها.
بقية المرشحين ومع اشتعال برامجهم الانتخابية يظهر عدم اهتمامهم بمدلولات الزي او حيله، فالسيد الصادق المهدي لم يغير كثيرا من مظهره الخارجي، باعتبار انه شغل الناس كثيرا ومنذ سنوات طويلة بــبعض البدل و الجلابيب الغريبة والتي تميل نحو الفلكلور الهندي و أحياناً النمط الطالباني، الا انه عاد مؤخرا للجلابية الانصارية الصافية التي لايعكر صفوها الخيط الهندي، وهو ما اتحد معه فيها ابن عمه بجانب «وحدتهم الحزبية» السيد مبارك الفاضل الذي بات يفضل الجلابية والعمة التي لم يتغير او يتبدل شكلها كحال جلباب الامام، التي حاول الخروج عنها دون جدوى، انما كان يخالطه بين الحين والآخر ويتبادل معها اللباس الغربي الكامل، والذي يظهر فيه اكثر أناقة من غيره، الا ان اعتبارات الانتخاب جعلته اقرب للزي التقليدي في ظل التهم التي تلاحقه بولائه السياسي للغرب، بالرغم من أن البعض لايرون رابطاً بين الأمرين، فالسياسي في السودان يُحكم عليه بناءا على اعتبارات اخرى ابعد ماتكون عن المظهر، لذلك قد لا يكون في الأمر ماهو ملفت - اللهم - الا إن كان من باب السياحة الانتخابية او الطرفات الدعائية التي تقلل من حدة الصراع ليس أكثر.
رمز العصا ومرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي « الأصل « حاتم السر المحامي تشابهت عليه الملابس وظهر محتارا في ما يمتطي لكي يتلاءم مع عصاه، الا أن تأثره هو الآخر بالنمط الغربي الثقافي هذه المرة وليس السياسي، بعد ان عاش طويلا بين اهلها، جعله يميل ميلا عظيما لارتداء البدلة الغربية الكاملة التي كثيرا مازينتها رابطة عنق «مزهرة» اللون تسر الناظرين، مرة حمراء واخرى بنفسجية وثالثة وردية، وعلى شاكلة تلك الالوان البهية، التي لم تعتد عليها العين السودانية، وان ظهر عليها اللمسة الباريسية، بينما لُمح في مناسبات أُخر بالجلابية الختمية صاحبة اللياقة العليا بعمتها وكمال زينتها، وهو الذي يتقاسم الشبة في هذا الامر، مع صديقه عرمان ، اذ انه ظل طيلة فترة ظهوره الاعلامي قليل الميل للزي التقليدي الا ان ضرورات الانتخاب والتجول بين الاهل والاحباب، ربما اضطرته لمغادرة عشقه الاول ولو - مؤقتاً - ، كما انه اعتمد في دعايته الانتخابية على نشر صورة بالبدلة الكاملة التي التقطت في الاستديو الاشهر في السودان (ماجستيك) كما يظهر من تقنيات الدجيتال العالية التي ظهرت على الصورة ، بينما لم تلحظ عين المراقبين صورة له بغيرها. والقصد هنا يتجه نحو البدلة الغربية.
ما أفتتحنا به الحديث من بذخ المرشحة الامريكية السابقة سارة بالين، لم يؤثر على المرأة الوحيدة في السباق الانتخابي نحو الرئاسة فاطمة عبدالمحمود، اذ انها تميل الي الزينة البسيطة التي تظهر الكثير من اناقتها بجانب اعتمادها على الثوب السوداني الذي يحفظ لها الوقار، بينما ظل محمد ابراهيم نقد بالجلابية والعمة بجانب ارتداء محدود للبنطلون والقميص «الحاف» الذي تميز به كبار الشيوعيين واحيانا البدلة السفارية، التي لم يخلعها كثيرا مرشح المؤتمر الشعبي عبد الله دينق إنما «خاواها» بالبدلة الغربية، ولم يستعن كثيرا بزيه الأصلي «الجنوبي «ولا بلباس اهل الملة التي ينتمي اليها، مكتفيا بكونه اوباما السودان الحقيقي ولسان حاله: أن لاداعي للتقليد
وظل المرشح المستقل كامل ادريس القادم من منصة احدى المؤسسات الدولية حريصا على ارتداء البدل الافرنجية الكاملة وان كان قد ظهر نادرا في حملته بجلباب لونه ليس ابيضا ولم يضع عمامة على رأسه بل اكتفى فقط بالطاقية.
وظل المرشح المستقل محمود جحا يواصل ارتداء البدل السفاري مع غلبة اللون (البيج )عليها في كثير من الاحيان.
بالرغم من أن الملابس لن يكون لها تأثير على سير عملية الانتخابات وجذب عدد اضافي من الناخبين لصالح هذا المرشح او ذاك، سيما في بلد كالسودان التي يطمح مواطنوها الى اختيار رئيس يكون قادرا على تحقيق طفرة في حياتهم بجملتها، لا أن يتفنن هو في ارتداء مالذ وطاب من الملابس، الا ان هذه المظاهر الانتخابية قد تشكل - ولو من بعيد - ارضية لمحددات نحو عادات مستجلبة، وان ظهرت غريبة اومختلفة على الثقافة السودانية التي باتت تتأثر كثيرا بمؤشرات الطفرة البترولية والثقافات المستوردة، التي غيرت المزاج العام ليس فقط في اللباس ولكن في كثير من الاهتمامات الاخرى.
الإثنين 25 يناير - 2:49 من طرف سراج منير
» اشراك الساعة الصغرى
الأحد 24 يناير - 23:23 من طرف سراج منير
» آخر جيل من العرب
السبت 23 يناير - 8:03 من طرف سراج منير
» هلاك العرب في آخر الزمان
السبت 23 يناير - 7:46 من طرف سراج منير
» الملتقي العربي العاشر استشراف اداء الدوائر الحكومية شرم الشيخ –جمهورية مصر العربية للفترة من 5 – 8 ابريل 2020 م
الأحد 1 مارس - 5:22 من طرف محمد أحمد سويلم
» البرنامج التدريبي التميز والإبداع في التطوير الإداري وتنمية الموارد البشرية للفترة من 22-31 مارس 2020م تقام فى نفس التاريخ فى كلا من (دبي – القاهرة – اسطنبول – كوالالمبور )
الإثنين 20 يناير - 23:57 من طرف محمد أحمد سويلم
» ورشة عمل جدارات إدارة العمل بذكاء للفترة من 22-26 مارس 2020م تقام فى نفس التاريخ فى كلا من (دبي – القاهرة – اسطنبول – كوالالمبور )
الجمعة 10 يناير - 23:51 من طرف محمد أحمد سويلم
» ماجستير ادارة الاعمال بشرم الشيخ ( اقامة كاملة مع برنامج سياحي يشمل ( Diving and snorkeling في Blue Hole – حفلة مسائية على مسرح الف ليله وليليه – الذهاب ليلا الى منطقة Soho Square والتمتع بمشاهدة النافورة الراقصة )
الثلاثاء 7 يناير - 0:38 من طرف محمد أحمد سويلم
» الملتقي العربي العاشر (استشراف اداء الدوائر الحكومية ) شرم الشيخ –جمهورية مصر العربية
الإثنين 6 يناير - 0:10 من طرف محمد أحمد سويلم
» ماجستير إدارة العقود والمناقصات المهني المصغر
الإثنين 23 ديسمبر - 6:25 من طرف محمد أحمد سويلم
» فعاليات الورش والبرامج التي تبداء في 16 فبراير 2020 م
الخميس 5 ديسمبر - 3:43 من طرف محمد أحمد سويلم
» دعوة للمشاركة بالمؤتمر العربى العاشر : تكنولوجيا الموارد البشريه - بالقاهرة
الأربعاء 27 نوفمبر - 5:34 من طرف محمد أحمد سويلم
» فعاليات وحدة الشهادات المهنية باعتماد جامعة ميزوري الامريكية - فبراير 2020م
الثلاثاء 19 نوفمبر - 5:04 من طرف محمد أحمد سويلم
» البرنامج التدريبي أساليب تحليل المشكلات وصناعة القرارات للفترة من 5 - 9 يناير 2020 م
الخميس 31 أكتوبر - 4:47 من طرف محمد أحمد سويلم
» البرنامج التدريبي إستشراف المستقبل و أدواته في دعم إتخاذ القرار و بناء المستقبل للفترة من 22-26 ديسمبر2019م
الأربعاء 23 أكتوبر - 7:04 من طرف محمد أحمد سويلم