سوداني لم يجد الامان

لأننا نحبك يالبشير إسمع مانقول
كتب يوسف علي النور حسن

أوكامبو بشر ضعيف أخذ سلطته من بشر مثله وهو في ذاته متهم بالفاحشة فصار أضعف ما يكون، عندما طلب محاسبتك وهو لايملك الدليل ولا القوة ، وفي وقت تعارضه عدة دول وتقف بجانبك تصايحنا وتنادينا نطلب نجدة البعيد قبل القريب والضعيف قبل القوي سافرت الوفود الي جميع الدول وانبري الإعلام المسموع والمرئي ونصبت منصات الخطابة وإنقلبت الدنيا بين لاطم للخدود وشاق للجيوب حتي في دور العبادة ، لأن ذلك يمثل ظلم الإنسان لأخيه الإنسان .

سيدي الرئيس إذا قسنا موقعك من أي مواطن عادي فهو مثل موقع أوكامبو منك فهل ذقت يا أخي طعم ظلم الإنسان لأخيه الإنسان؟ بالطبع الفارق كبير فهنالك من يؤاسيك سواءاً كان طامعاً أو منافقاً أو خائفاً علي نفسه أو يحبك من قلبه ،ولكنهم جميعاً إتفقوا علي أن الأمر جلل فصفقوا وغنوا لك أغاني الحماسة ووقفت تهز يمينك تعلن التحدي بهذا السند الشعبي والدولي وأوكامبو ما هو إلا ذلك البشر الضعيف.

أخي الرئيس هذا الشعب الذي يقف معك سنداً ضد الظلم هذا الشعب الذي يغني لك ،هذا الشعب الصابر الصامد مظلوم منك ظلماً أكثر من ظلمك أنت من أوكامبو ، مظلوم من حكام أنت مسئول عنهم أمام الله ولكن لا أحد من شعبك يجد السند ولا الإعلام الذي يدافع عنه ولا الدول التي تسنده فهل عرفت مدي الغبن الذي يعيشه ؟ وأيضاً البون شاسع والفارق كبير لأنك مسئول أمام الله وأوكامبو مسئول أمام مجلس الأمن وهنا يكمن الفرق؟؟؟ محاكمة أوكامبو مشكوك فيها وفي زمانها ومكانها ولكن محاكم القوي العزيز أكيدة و سريعة ، شهودها يلازمك، لا يصلح فيها إعلام ولا خطابة مواعيدها حددت بالثانية قبل أن تخرج أنت للوجود لتري النور ولهذا فالأمر جلل.

الذين يتمشدقون في الإعلام عن محاكم السودان وعدل السودان ديدنهم الكذب فضحهم الواقع المعاش الذي يعرفة القاصي والداني ولذلك فهم يوهمون أنفسهم فالكل يعلم أنه لا يوجد ظلم أكثر من الظلم في السودان، كل موظف حكومي مهما صغرت وظيفته أصبح يمثل حكومة لحاله ، يفعل ما يريد بلا رقيب أو حسيب ، يتحكمون في ضروريات حياة الناس تحكم المالك المختار فهؤلاء مسئولي المياه والكهرباء أسسوا شركات للجباية تأخذ ما تريد من الناس ولا أحد يستطيع ان ينطق ببنت شفة لأنهم طليقي اليد لايحكمهم نظام ولا قانون فصار حكمهم حكم القوي علي الضعيف فهم أصحاب حق في المال العام ، ديوان الذكاة يذهب له المريض ، والمحتاج الواجبه له الزكاة بحكم الشرع فيصدونه وتوزع الأموال علي العاملين به من دون قيد أو شرط لتحسين حياتهم التي هي أحسن ماتكون ولا قانون ولا مسئولية علي أحد ، كل هذا أنت مسئول عنه أمام العدل الصمد ،القضاة ،هؤلاء المناط بهم العدل إغتصبوا أراضي الناس في سوبا والفردوس والصالحة برغم ثوبت ملكياتهم وملكوها للحكام ولذويهم وأقاربهم من دون وجه حق فأي عدل تتحدثون عنه يا سيادة الرئيس . هل سمعت عن القروض التي سميت قروضاً حسنة بالمليارات لبناء القصور في أراضي الناس المغتصبة في وقت يموت فيه الناس في شرق السودان وغربه وفي الأنقسنا والجنوب من الجوع ، أي عدل وأي تنمية يتحدثون عنها سيدي الرئيس؟ كل هذا أنت مسئول عنه أمام الله لأنك رضيت أن تكون الحاكم المسئول , هذا هو القضاء الذي تريدون أن توكلوا له أمر المحاكمات ، وهؤلاء هم الحكام أولي الأمر وانت مسئول عنهم ، عصابة جمعتهم المصالح فأضلوك بأنهم معك ولكنهم مع مصالحهم وضدك أنت لأنهم وضعوا الحمل فوق كتفيك حتي لو لم تعلم لأنك الحاكم المسئول

هل تعرف ماضي المسئولين عن مشروع سندس والفقر الذي كانوا يعيشونه ؟ هل سمعت عن سيارتهم وقصورهم وأراضيهم وعمائرهم وأراضي ذويهم وأصهارهم وأبنائهم التي إكتسبوها في عهدك أي عدل تتحدثون عنه يا سيادة الرئيس ؟ هل تعرف أين تذهب الأتوات والجبايات في المنافذ والطرق من أناس خدموها بعرق الجبين ؟ إن الذين ينبروا بالخطابة أمام مكبرات الصوت هم من حجب عنك الحقيقة ولكنك قطعاً الحاكم المسئول

هل تعرف ماذا يفعل مسئولي الضرائب ؟ الذين لا أساس لعملهم ولا قانون ولا عدل ‘ يسيرون علي مزاج فردي إرهاق للضعيف وإعفاء جزئي أو كلي عن القوي ؟ أي عدل تتحدثون عنه سيدي الرئيس ولا أحد يسمع الشكوي

سيدي الرئيس إلتف حولك المنافقين والنفعيين نساءاً حول زوجاتك ورجالاً حولك فحجبوا عنك الحقيقة ولكن ذلك لا ينفع لك عزراً في وقت الحساب الذي قد لايكون بعيد

سيدي إن اللوم موصول حتي الى علمائنا الأجلاء أمثال الشيخ الكاروري العالم الباحث المطلع الذي نحبه ونحترمه ويحترمه الجميع ، لأننا لم نسمعه يوماً في خطبة من خطب الجمعة يطلب منكم رفع الظلم عن الناس ولا أعتقد أنه لا يشعر به وأتمني أن لا يكون الأمر من باب نفسي نفسي.

هل تعرف كيف يعيش معاقي حرب الجنوب من الذين تنادوا لنصرتكم أو نصرة الحركة من أبناء الجنوب ؟ قل لي بربك من يستحق عطف البلد عليه؟ أهؤلاء المقطوعي الأطراف أم منسوبي الحكام الذين أخذوا من دون عطاء ولا وجه حق غير صلة القربي بهؤلاء الذين خانوا أمانة الوطن ؟

سيدي لا يوجد طرف من أطراف السودان ينعم بالعدل والمساواة حتي ساكني الجزيرة الخضراء الذين يتهمهم الناس ظلماً وجوراً بعيشة الرخاء هلكتهم البلهارسيا والملاريا يبيعون السوام لتكلفة الزراعة وعند الحصاد ينبري الجباة من مسئولي المشروع ليأخذوا كل المحصول من دون عدل ولا معقولية ، معادلات وهمية يضعون بها الأتوات علي المزارع فيصرف مدخراته ويشقي طيلة موسمة الزراعي والناتج يأخذه المشروع علاوة علي ديون غير معروف كيف حسبت ! انه حكم القوي علي الضعيف فتركوهم يعيشون علي وجبة بدائية واحدة ، يدفعون ملايين الجنيهات أتوات علي مياه الشرب من آبار حفروها بجهدهم الخاص عليهم تشغيلها وصياتتها من جهدهم ومدارسهم بنيت من جهدهم ينقصها الأستاذ والكتاب والادوات المدرسية حتي اصبح الكثير منهم لا يستطيعون علاج أطفالهم إلا بأدوية بلدية ! أي تنمية وأي عدل سيدي الرئيس

سيدي لا احد يؤيد التمرد ولا حمل السلاح ولا الفوضي ولا الإنقلابات ومعلوم أنها دمار وخراب تركتها الشعوب المتحضرة منذ عقود طويلة واستبدلتها بالإستماع للصوت الآخر والأخذ برأي الإغلبية من دون غش أو مكر أو خداع وبالرغم من أنكم عندما تقلدتم أمور الدولة أول مرة لم تأتوا إلا عن طريق الإنقلاب لأنكم رأيتم أنكم تريدون إنقاذ الناس من الظلم ولكنكم عجزتم أن تردوا مظالم الناس في أطراف السودان ؟ أنا واثق لو أن خليل أو عبد الواحد أو قرنق أو ملك عقار أو ابناء الشمال وجدوا العدل لما حملوا السلاح . كل هؤلاء يعلمون أن السودان بلد فقير ، ليس في من ذكرت أسمائهم غبي ولا جاهل ولا أظن أنهم يطلبون المستحيل والكل ينادي بالعدل والمساواة بين الناس ونبذ الأنانية والتغول علي ممتلكات الدولة ، أنظر هذا مساعد الرئيس ترك القصر وبهرجته ونعمته وذهب الي جنوده قرب شاد في الصحاري والفيافي ويقول بالصوت المسموع لم يمنح دولاراً واحداً منذ توقيع أبوجا أي استهتار وأي ظلم هذا ؟ سيدي إذا كانت المصائب كما يقولون يجمعن المصابين فإن الظلم يجمع المظاليم أيضاً وأي مصيبة أكبر من الظلم ؟وإياكم من ثورة المظاليم وإن الذي ينكر الظلم إما جاهل به أو مكابر لك أو منتفع من حدوثه ولكنه موجود موجود وإذا رأيتموه أنتم من زاويتكم يوماً ما وثرتم عليه فاليوم يراه الآخرين من زاويتهم هم ومن العدل أن نقول أن لهم حقوق متساوية معكم فيما ذهبتهم إليه في سالف الأيام ولم تكونوا يومها ترون أنفسكم خونة ولا مأجورين ويلزمكم من الإنصاف أن تروا الناس الآن كما كنتم ترون أنفسكم في ذلك الوقت فإن الذي ينادى بشرع الله يلزمه أولاً مخافة الله

سيدي الرئيس قال المصطفي عليه صلوات الله وسلامة أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، فإذا أراد أن ينصرك النفعيين وأنت مظلوماً من أوكامبوا فنحن نريد أن ننصرك وانت ظالماً لأننا نحبك ونحن لا نخاف عليك من ظلم أوكامبوا الذي لا يملك لنفسه شيئاً ولكننا نخاف عليك من حساب في يوم تشخص فيه الأبصار ولا تنفع فيه مسيرة ولا خطابة ولا د.نافع ولا علي عثمان ولا تلفزيون السودان ولا سفراء العالم ولا عمرو موسى ! خذ الدرس يا أخي من هذا الموقف فإن الله يحبك بدليل أنه أذاقك الظلم لتعرف طعمة الحقيقي وبعد ذلك منحك الفرصة لرد المظالم وأنت في الحكم فإغتنم هذه الفرصة قبل فوات الأوان أقم العدل يا أخي أرايت كيف كان ينام عمر بن الخطاب تحت الشجرة ؟ ألا تذكر عدل عمر بن عبد العزيز ؟ لقد إخترقت شهرتهم القرون وأصبحوا نعم الأسوة الحسنة ألم يكن ذلك بالعدل

عليك ياسيدي أن تعين قضاة يشهد لهم بالنزاهة وتفتح أبواب المسائلة ورد المظالم وتقنين المؤسسات والمصالح الحكومية لتصبح مرجعيتها القانون لا الموظفين فقط حتي تصبح هنالك دولة واحدة لا دويلات علي مناضد الموظفين يفعلون ما يحلوا لهم ؟ هذه القصور التي بنيت من أموال الدولة ترجع ملكيتها للدولة فإن إبناء الهدندوة والبني عامر الذين يقضون أعمارهم في حمل الأثقال بميناء بورتسودان لهم نفس حقوق والي الخرطوم الذي فشل في مهنته فجلس علي كرسي الإدارة يأخذ مايريد ويمنح ما يريد لمن يريد من أملاك الدولة بدون قانون ولا نظام وأنت مسئول عنه أمام الله

سيدي هل سمعت شكوي المستثمرين الاجانب الذين هربوا من مسئوليكم كمن يهرب من الأجرب؟ يقولون لا يستطيعون تحريك شيء من دون الرشاوى وفرض الشركاء الذين لايملكون للشراكة غير سلطتهم ؟ هل هذا هو العدل وهذا نظام الدول ؟ إن الدول سيدي يديرها النظام المدروس المعلن والقانون الفاعل الصريح الذي يؤمن الحقوق وفوق ذلك إنفاذ العدل المؤسس ولن تديرها الأكاذيب من منابر الخطباء الذين فشلوا في إدراك مواطن الخلل وجنحوا الي الكسب الشخصي والأسري وإستخدموا خدعة الدين والدين منهم براء وأنت المسئول

إذا كنت تعتقد يا أخي أنك تسير علي الدرب الصحيح فإننا نقول لك خلاف ذلك وإذا كنت تعرف أنك تسير علي الدر ب الخطأ فنقول لك إتق الله في نفسك وأهلك وفي شعبك حتي لا يذكرك التاريخ بالحاكم الفاسد فإن السمعة أطول من العمر

نحن نحبك سيدي الرئيس أكثر من الذين يكذبون خلف المكبرات لم نأخذ منك شيء ولا نريد منك شيء ولا أنت معطينا شيء ونعلم أن أوكامبوا لا يستطيع فعل شيء وإن أراد فنحن نفديك بنفوسنا ولكننا لا نملك لك من الله شيئاً

ألا هل بلغت ألا فاللهم فأشهد

مشكووور