لوسي فليمنج - بي بي سي
كان اهالي توتي يراقبون افق العاصمة وهو يتغير امامهم بشكل مطرد خلال العقود الاخيرة، بيد ان جزيرتهم ظلت في طلاق مع العديد من معالم الحداثة هذه.
كان الدخول الى الجزيرة يتم حتى العام الماضي عبر عدد محدود من العبارات، بيد ان الجسر الجديد ربطها الى ابرز معالم الخرطوم الجديدة وهو فندق برج الفاتح ، والذي يعرف بـ "بيضة القذافي" لانه بني بتمويل ليبي.
لقد غير الجسر حياتي" يقول عبد الرحمن الفلاح الذي يحرث ارضه الممتدة على مساحة 5000 متر مربع بمحراث تجره الثيران ليس بعيدا عن ضفاف النيل الابيض وعلى الجانب الاخر من مبنى البرلمان.
ويوضح "قبل ذلك كنت استخدم العبارة لنقل خضرواتي الى السوق، وكانت اجرة ذلك غالية جدا فضلا عن انها تستغرق وقتا طويلا ولكن الان بات الامر سهلا جدا بالنسبة الي".
اما بالنسبة لاولئك الذين يرون في الجزيرة ملاذا فان التغيرات قد لا تكون جذابة لهم، بمرور اكثر من 1000 سيارة، كانت تقف قرب بيضة القذافي وتكافح الان للمرور عبر طرق ضيقة وعرة في الجزيرة.
ومازال البعض من سكان الجزيرة ال 15000 يواصلون استخدام العبارات من احد جوانب الجزيرة.
وتقول قابلة تنتظر العبارة بعد ان قامت بتوليد ثمانية اطفال خلال الليل : " النيل هبة السماء – والرحلة فيه جميلة جدا، انه هواء مكيف مجاني".
ولكن على العموم فان ارباح الاعمال التجارية قد تحسنت، فالاسعار في محلات القرية منخفضة وازدهرت السياحة المحلية مع المتنزهين في عطلة نهاية الاسبوع الذين يتدفقون على شواطئ الجزيرة الجميلة.
بل حتى وليد عبد الله حسين الذي كان يعمل في احدى العبارات وفقد عمله بعد افتتاح الجسر يرى في ذلك جانبا ايجابيا.
ويقول : "انه شيء جيد، اذ اصبح من السهل علينا نقل المرضى الى (الخرطوم). انا اعرف جيدا كيف يكون نقل المرضى الذين يعانون الى الضفة الاخرى".
مخاوف من الفنادق
ويعد الجسر جزءا من خطة رئيسية تمتد لـ 10 الى 15 عاما تنفذها شركة جزيرة توتي الاستثمارية والتي يترأسها رجل الاعمال الفاتح عبيدة لتطوير الجزيرة.
وكانت جزيرة توتي مملوكة لاهالي الجزيرة حتى وصول رجل الاعمال عبيدة الذي بدأت شركته العقارية بشراء مساحات الاراضي الصغيرة الامر الذي جعلها اكبر مالك في الجزيرة. حيث تخطط لافتتاح فندق هناك.
لقد جاء بدراسات جدوى وحث اهالي الجزيرة على تشكيل اتحاد للمالكين الامر الذي يمكنهم من التفاوض على حزمة تطوير الجزيرة مع الحكومة وجذب المستثمرين الدوليين.
ويقول عبيدة في مكتبه الذي زينته خرائط للجزيرة تشمل جسرين اخرين وطرق جديدة ومنتجعات فندقية " تاريخيا، ابتدأت الخرطوم من هذه الجزيرة. وقد تطور الجانب الاخر بينما ظلت الجزيرة على حالها دون تطوير، لذا بذلنا بعض الجهود لتطوير وتحسين مستوى المعيشة في الجزيرة".
ويؤكد : " اذا اتبعوا فكرة انشاء اتحاد للمالكين فانهم سيتمكنون من السيطرة على الامور".
بيد ان بعض اهالي الجزيرة يخافون من الحديث عن فنادق فيها هو بمثابة ناقوس موت لمجتمع الجزيرة المتماسك، الذي بدأ الان بالتغير خلال هذا العام منذ افتتاح الجسر.
يقول ماجد احمد الاكاديمي وعضو نادي توتي الثقافي الذي يعتقد انه يعرف اكثر من 90 % من سكان الجزيرة باسمائهم "في العبارة يتحدث الناس ويتبادلون الاخبار في الدقائق الخمس او العشرة التي يستغرقها عبور النهر".
ويضيف "الان لا احد يلتقي الاخر لاسبوع او شهر لان الناس باتوا يستخدمون الجسر للتنقل بسياراتهم".
ويكمل "على سبيل المثال، توفي هذا الصباح وحوالي الساعة الثانية احد سكان توتي ولم نعرف عن ذلك حتى بعد الظهر- كان مثل هذا الامر شيئا مستحيلا في السابق".
مثل هذه المخاوف يرددها رجل العبارة وليد عبد الله حسين الذي عمل ل 19 عاما على ظهر العبارة والتي تجمع ما معدله 125 جنيها سودانيا (حوالي 65 دولارا) في اليوم يتم اقتسامها بين السائق والجابي وصاحب العبارة.
ويقول : "اعتدت ان اقوم بنقل مرضى الطوارئ عبر النهر مجانا، والان لا احد يهتم بي".
ويضيف "لقد بقيت على قيد الحياة عبر القيام باعمال غربية. لقد ولد لي طفلي الاول يوم امس، لكنني لست متفائلا بالحصول على عمل في الفنادق لانهم قد لايوظفون شخصا مثلي لانني اصم".
ويعمل نادي توتي الثقافي مع الرابطة السودانية للمعرفة التوثيقية على توثيق الحياة في الجزيرة وتنبيه الناس فيها الى ان اسلوب حياتهم قد يختفي بمجمله.
ويقول احمد : "نحن نرحب ان يشاركنا الناس حياتنا الاجتماعية او يسهموا في مجتمعنا ولكن لا نريد ان تغيير الشركات حياتنا".
ويضيف " نريد ان تبقى توتي مزرعة كبيرة، ومجتمعا حيا له تقاليده الخاصة، نريد لتوتي ان تمثل الحياة السودانية الحقيقية في قلب الحياة الحديثة".
بل انه يرى احتمال الفيضان كخطوة دفاعية محتملة " نشهد كل 5 الى 10 سنوات فيضانا كبيرا _ وهو جزء من ثقافتنا ، وشيء جيد للارض".
ويتحدث بحنين عن روح التضامن الاجتماعي خلال الفيضان الكبير عام 1988 "الغرين الجديد القادم من اثيوبيا شيء جوهري للمزارعين – وممارسة الدفاع عن الجزيرة عميقة الجذور".
ويضيف "لقد غطى ثلثي الجزيرة، ولم ننم لاسبوع، كان الناس احيانا يقومون بصد المياه باجسامهم لحين وصول اكياس الرمل".
ويزرع الان حوالي 30% من اراضي الجزيرة مقارنة بـ 75% في الاربعينيات عندما اتحد اهالي الجزيرة معا لبناء مشروع ري ضخم.
ويقول هاشم يحيى المسؤول عن الري في الجزيرة " اعتقد بعد ثلاث سنوات ، لن تبقى هناك اراض زراعية وسيتوقف هذا الري ايضا ".
كان اهالي توتي يراقبون افق العاصمة وهو يتغير امامهم بشكل مطرد خلال العقود الاخيرة، بيد ان جزيرتهم ظلت في طلاق مع العديد من معالم الحداثة هذه.
كان الدخول الى الجزيرة يتم حتى العام الماضي عبر عدد محدود من العبارات، بيد ان الجسر الجديد ربطها الى ابرز معالم الخرطوم الجديدة وهو فندق برج الفاتح ، والذي يعرف بـ "بيضة القذافي" لانه بني بتمويل ليبي.
لقد غير الجسر حياتي" يقول عبد الرحمن الفلاح الذي يحرث ارضه الممتدة على مساحة 5000 متر مربع بمحراث تجره الثيران ليس بعيدا عن ضفاف النيل الابيض وعلى الجانب الاخر من مبنى البرلمان.
ويوضح "قبل ذلك كنت استخدم العبارة لنقل خضرواتي الى السوق، وكانت اجرة ذلك غالية جدا فضلا عن انها تستغرق وقتا طويلا ولكن الان بات الامر سهلا جدا بالنسبة الي".
اما بالنسبة لاولئك الذين يرون في الجزيرة ملاذا فان التغيرات قد لا تكون جذابة لهم، بمرور اكثر من 1000 سيارة، كانت تقف قرب بيضة القذافي وتكافح الان للمرور عبر طرق ضيقة وعرة في الجزيرة.
ومازال البعض من سكان الجزيرة ال 15000 يواصلون استخدام العبارات من احد جوانب الجزيرة.
وتقول قابلة تنتظر العبارة بعد ان قامت بتوليد ثمانية اطفال خلال الليل : " النيل هبة السماء – والرحلة فيه جميلة جدا، انه هواء مكيف مجاني".
ولكن على العموم فان ارباح الاعمال التجارية قد تحسنت، فالاسعار في محلات القرية منخفضة وازدهرت السياحة المحلية مع المتنزهين في عطلة نهاية الاسبوع الذين يتدفقون على شواطئ الجزيرة الجميلة.
بل حتى وليد عبد الله حسين الذي كان يعمل في احدى العبارات وفقد عمله بعد افتتاح الجسر يرى في ذلك جانبا ايجابيا.
ويقول : "انه شيء جيد، اذ اصبح من السهل علينا نقل المرضى الى (الخرطوم). انا اعرف جيدا كيف يكون نقل المرضى الذين يعانون الى الضفة الاخرى".
مخاوف من الفنادق
ويعد الجسر جزءا من خطة رئيسية تمتد لـ 10 الى 15 عاما تنفذها شركة جزيرة توتي الاستثمارية والتي يترأسها رجل الاعمال الفاتح عبيدة لتطوير الجزيرة.
وكانت جزيرة توتي مملوكة لاهالي الجزيرة حتى وصول رجل الاعمال عبيدة الذي بدأت شركته العقارية بشراء مساحات الاراضي الصغيرة الامر الذي جعلها اكبر مالك في الجزيرة. حيث تخطط لافتتاح فندق هناك.
لقد جاء بدراسات جدوى وحث اهالي الجزيرة على تشكيل اتحاد للمالكين الامر الذي يمكنهم من التفاوض على حزمة تطوير الجزيرة مع الحكومة وجذب المستثمرين الدوليين.
ويقول عبيدة في مكتبه الذي زينته خرائط للجزيرة تشمل جسرين اخرين وطرق جديدة ومنتجعات فندقية " تاريخيا، ابتدأت الخرطوم من هذه الجزيرة. وقد تطور الجانب الاخر بينما ظلت الجزيرة على حالها دون تطوير، لذا بذلنا بعض الجهود لتطوير وتحسين مستوى المعيشة في الجزيرة".
ويؤكد : " اذا اتبعوا فكرة انشاء اتحاد للمالكين فانهم سيتمكنون من السيطرة على الامور".
بيد ان بعض اهالي الجزيرة يخافون من الحديث عن فنادق فيها هو بمثابة ناقوس موت لمجتمع الجزيرة المتماسك، الذي بدأ الان بالتغير خلال هذا العام منذ افتتاح الجسر.
يقول ماجد احمد الاكاديمي وعضو نادي توتي الثقافي الذي يعتقد انه يعرف اكثر من 90 % من سكان الجزيرة باسمائهم "في العبارة يتحدث الناس ويتبادلون الاخبار في الدقائق الخمس او العشرة التي يستغرقها عبور النهر".
ويضيف "الان لا احد يلتقي الاخر لاسبوع او شهر لان الناس باتوا يستخدمون الجسر للتنقل بسياراتهم".
ويكمل "على سبيل المثال، توفي هذا الصباح وحوالي الساعة الثانية احد سكان توتي ولم نعرف عن ذلك حتى بعد الظهر- كان مثل هذا الامر شيئا مستحيلا في السابق".
مثل هذه المخاوف يرددها رجل العبارة وليد عبد الله حسين الذي عمل ل 19 عاما على ظهر العبارة والتي تجمع ما معدله 125 جنيها سودانيا (حوالي 65 دولارا) في اليوم يتم اقتسامها بين السائق والجابي وصاحب العبارة.
ويقول : "اعتدت ان اقوم بنقل مرضى الطوارئ عبر النهر مجانا، والان لا احد يهتم بي".
ويضيف "لقد بقيت على قيد الحياة عبر القيام باعمال غربية. لقد ولد لي طفلي الاول يوم امس، لكنني لست متفائلا بالحصول على عمل في الفنادق لانهم قد لايوظفون شخصا مثلي لانني اصم".
ويعمل نادي توتي الثقافي مع الرابطة السودانية للمعرفة التوثيقية على توثيق الحياة في الجزيرة وتنبيه الناس فيها الى ان اسلوب حياتهم قد يختفي بمجمله.
ويقول احمد : "نحن نرحب ان يشاركنا الناس حياتنا الاجتماعية او يسهموا في مجتمعنا ولكن لا نريد ان تغيير الشركات حياتنا".
ويضيف " نريد ان تبقى توتي مزرعة كبيرة، ومجتمعا حيا له تقاليده الخاصة، نريد لتوتي ان تمثل الحياة السودانية الحقيقية في قلب الحياة الحديثة".
بل انه يرى احتمال الفيضان كخطوة دفاعية محتملة " نشهد كل 5 الى 10 سنوات فيضانا كبيرا _ وهو جزء من ثقافتنا ، وشيء جيد للارض".
ويتحدث بحنين عن روح التضامن الاجتماعي خلال الفيضان الكبير عام 1988 "الغرين الجديد القادم من اثيوبيا شيء جوهري للمزارعين – وممارسة الدفاع عن الجزيرة عميقة الجذور".
ويضيف "لقد غطى ثلثي الجزيرة، ولم ننم لاسبوع، كان الناس احيانا يقومون بصد المياه باجسامهم لحين وصول اكياس الرمل".
ويزرع الان حوالي 30% من اراضي الجزيرة مقارنة بـ 75% في الاربعينيات عندما اتحد اهالي الجزيرة معا لبناء مشروع ري ضخم.
ويقول هاشم يحيى المسؤول عن الري في الجزيرة " اعتقد بعد ثلاث سنوات ، لن تبقى هناك اراض زراعية وسيتوقف هذا الري ايضا ".
الإثنين 25 يناير - 2:49 من طرف سراج منير
» اشراك الساعة الصغرى
الأحد 24 يناير - 23:23 من طرف سراج منير
» آخر جيل من العرب
السبت 23 يناير - 8:03 من طرف سراج منير
» هلاك العرب في آخر الزمان
السبت 23 يناير - 7:46 من طرف سراج منير
» الملتقي العربي العاشر استشراف اداء الدوائر الحكومية شرم الشيخ –جمهورية مصر العربية للفترة من 5 – 8 ابريل 2020 م
الأحد 1 مارس - 5:22 من طرف محمد أحمد سويلم
» البرنامج التدريبي التميز والإبداع في التطوير الإداري وتنمية الموارد البشرية للفترة من 22-31 مارس 2020م تقام فى نفس التاريخ فى كلا من (دبي – القاهرة – اسطنبول – كوالالمبور )
الإثنين 20 يناير - 23:57 من طرف محمد أحمد سويلم
» ورشة عمل جدارات إدارة العمل بذكاء للفترة من 22-26 مارس 2020م تقام فى نفس التاريخ فى كلا من (دبي – القاهرة – اسطنبول – كوالالمبور )
الجمعة 10 يناير - 23:51 من طرف محمد أحمد سويلم
» ماجستير ادارة الاعمال بشرم الشيخ ( اقامة كاملة مع برنامج سياحي يشمل ( Diving and snorkeling في Blue Hole – حفلة مسائية على مسرح الف ليله وليليه – الذهاب ليلا الى منطقة Soho Square والتمتع بمشاهدة النافورة الراقصة )
الثلاثاء 7 يناير - 0:38 من طرف محمد أحمد سويلم
» الملتقي العربي العاشر (استشراف اداء الدوائر الحكومية ) شرم الشيخ –جمهورية مصر العربية
الإثنين 6 يناير - 0:10 من طرف محمد أحمد سويلم
» ماجستير إدارة العقود والمناقصات المهني المصغر
الإثنين 23 ديسمبر - 6:25 من طرف محمد أحمد سويلم
» فعاليات الورش والبرامج التي تبداء في 16 فبراير 2020 م
الخميس 5 ديسمبر - 3:43 من طرف محمد أحمد سويلم
» دعوة للمشاركة بالمؤتمر العربى العاشر : تكنولوجيا الموارد البشريه - بالقاهرة
الأربعاء 27 نوفمبر - 5:34 من طرف محمد أحمد سويلم
» فعاليات وحدة الشهادات المهنية باعتماد جامعة ميزوري الامريكية - فبراير 2020م
الثلاثاء 19 نوفمبر - 5:04 من طرف محمد أحمد سويلم
» البرنامج التدريبي أساليب تحليل المشكلات وصناعة القرارات للفترة من 5 - 9 يناير 2020 م
الخميس 31 أكتوبر - 4:47 من طرف محمد أحمد سويلم
» البرنامج التدريبي إستشراف المستقبل و أدواته في دعم إتخاذ القرار و بناء المستقبل للفترة من 22-26 ديسمبر2019م
الأربعاء 23 أكتوبر - 7:04 من طرف محمد أحمد سويلم