منتديات المستقبل السودانية

الزائر الكريم منورنـا في منتديات المستقبل السودانية .. نتشرف بزيارتك ولكن سوف نتشرف أكثر بتسجيلك معانا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات المستقبل السودانية

الزائر الكريم منورنـا في منتديات المستقبل السودانية .. نتشرف بزيارتك ولكن سوف نتشرف أكثر بتسجيلك معانا

منتديات المستقبل السودانية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة

» في البدء كانت إشارة الإستفهام
اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Icon_minitimeالإثنين 25 يناير - 2:49 من طرف سراج منير

» اشراك الساعة الصغرى
اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Icon_minitimeالأحد 24 يناير - 23:23 من طرف سراج منير

» آخر جيل من العرب
اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Icon_minitimeالسبت 23 يناير - 8:03 من طرف سراج منير

» هلاك العرب في آخر الزمان
اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Icon_minitimeالسبت 23 يناير - 7:46 من طرف سراج منير

» الملتقي العربي العاشر استشراف اداء الدوائر الحكومية شرم الشيخ –جمهورية مصر العربية للفترة من 5 – 8 ابريل 2020 م
اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Icon_minitimeالأحد 1 مارس - 5:22 من طرف محمد أحمد سويلم

» البرنامج التدريبي التميز والإبداع في التطوير الإداري وتنمية الموارد البشرية للفترة من 22-31 مارس 2020م تقام فى نفس التاريخ فى كلا من (دبي – القاهرة – اسطنبول – كوالالمبور )
اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Icon_minitimeالإثنين 20 يناير - 23:57 من طرف محمد أحمد سويلم

» ورشة عمل جدارات إدارة العمل بذكاء للفترة من 22-26 مارس 2020م تقام فى نفس التاريخ فى كلا من (دبي – القاهرة – اسطنبول – كوالالمبور )
اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Icon_minitimeالجمعة 10 يناير - 23:51 من طرف محمد أحمد سويلم

» ماجستير ادارة الاعمال بشرم الشيخ ( اقامة كاملة مع برنامج سياحي يشمل ( Diving and snorkeling في Blue Hole – حفلة مسائية على مسرح الف ليله وليليه – الذهاب ليلا الى منطقة Soho Square والتمتع بمشاهدة النافورة الراقصة )
اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير - 0:38 من طرف محمد أحمد سويلم

» الملتقي العربي العاشر (استشراف اداء الدوائر الحكومية ) شرم الشيخ –جمهورية مصر العربية
اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Icon_minitimeالإثنين 6 يناير - 0:10 من طرف محمد أحمد سويلم

» ماجستير إدارة العقود والمناقصات المهني المصغر
اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Icon_minitimeالإثنين 23 ديسمبر - 6:25 من طرف محمد أحمد سويلم

» فعاليات الورش والبرامج التي تبداء في 16 فبراير 2020 م
اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Icon_minitimeالخميس 5 ديسمبر - 3:43 من طرف محمد أحمد سويلم

» دعوة للمشاركة بالمؤتمر العربى العاشر : تكنولوجيا الموارد البشريه - بالقاهرة
اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Icon_minitimeالأربعاء 27 نوفمبر - 5:34 من طرف محمد أحمد سويلم

» فعاليات وحدة الشهادات المهنية باعتماد جامعة ميزوري الامريكية - فبراير 2020م
اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Icon_minitimeالثلاثاء 19 نوفمبر - 5:04 من طرف محمد أحمد سويلم

» البرنامج التدريبي أساليب تحليل المشكلات وصناعة القرارات للفترة من 5 - 9 يناير 2020 م
اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Icon_minitimeالخميس 31 أكتوبر - 4:47 من طرف محمد أحمد سويلم

» البرنامج التدريبي إستشراف المستقبل و أدواته في دعم إتخاذ القرار و بناء المستقبل للفترة من 22-26 ديسمبر2019م
اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Icon_minitimeالأربعاء 23 أكتوبر - 7:04 من طرف محمد أحمد سويلم


    اصداء رحيل الطيب صالح عالميا

    osman
    osman
    المديـر العـام
    المديـر العـام


    ذكر عدد الرسائل : 1339
    العمر : 36
    الموقع : الخرطوم
    العمل/الترفيه : مهندس
    علم الدولة : اصداء رحيل الطيب صالح عالميا SudanC
    المهنة : اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Engine10
    الاوسمة : اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Empty
    نقاط : 819
    تاريخ التسجيل : 11/11/2008

    متميز اصداء رحيل الطيب صالح عالميا

    مُساهمة من طرف osman السبت 21 فبراير - 3:07


    الصحافة العربية تبكي عبقري الرواية

    الوطن القطرية :وزير الثقافة : الدوحة 2010 ستحتفي بأدبه وشخصه وتطبع أعماله الكاملة
    نعى سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث رحيل الروائي السوداني والمبدع العربي الكبير الطيب صالح الذي وافته المنية صباح امس الاربعاء في لندن وجاء في كلمته:


    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية.
    ببالغ الأسى والحزن تلقينا يوم أمس نبأ رحيل الروائي العربي الكبير الطيب صالح سائلين المولى عز وجل أن يلهم أهله وذويه وأصدقاءه وقراءه الصبرَ والسلوان ويتغمده فسيح جناته.
    لقد رحل مَن لا يرحل، فإذ تتسامى روحُهُ إلى عليين، يبقى منجزُهُ الإبداعي قائماً حياً على الأرض، خالداً في ذاكرة القراءة.
    إنه مَن وصفَهُ مبدعون عرب عام 1976 بحق بأنه عبقري الرواية العربية وهو الذي اختزل حصيلة كل هجراتهِ ليصوغَهُ في موسم الهجرة إلى الشمال التي ارتقتْ به إلى مصاف العالمية، وقد عُدّتْ روايته هذه واحدةً من أفضل مائة رواية في العالم، وصنّفتها الأكاديمية العربية في دمشق على أنها الرواية العربية الأفضل في القرن العشرين، ولم يمهله القدر متابعة ردود الأفعال على ترشيحه من قبل اتحاد الكتّاب السوادنيين لنيل جائزة نوبل. إن في ثقافة كل مثقف عربي شيئاً من عرس الزين ودومة ود حامد وضو البيت ومريود بعد أن هاجر بنا جميعاً إلى الشمال.
    إن الثقافة العربية تفقد اليوم واحداً من أكبر رموزها الذي ازدهت شخصيته بحضورٍ عربي وعالمي مشرّف بما لمناقبها من رقي إبداعي في مجالات الأدب والنقد والبحث والإعلام والعمل الثقافي.
    ونحن في قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله لا يفارقنا العرفان والوفاء لكل من ساهم في بناء نهضة قطر الحديثة على أي مستوى من المستويات، وقد كان الطيب صالح واحداً منا عندما عملَ في قطر، وظلَّ واحداً منا عندما عملَ خارجَها. وسنفعل لإحياء ذكراه كل ما يوجبه الوفاء علينا. ومن ذلك تنظيم ندوة حول أدبه وشخصه، وطباعة أعماله الكاملة ضمن فعاليات الاحتفال بالدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010. إنا لله وإنا إليه راجعون...
    الاهرام المصرية : الطيب صالح ينهي هجرته للشمال ويودع الحياة في شتاء لندن
    كتبت ـ أسماء الحسيني?:?
    في هدوء وصمت ميزا شخصيته ومسيرة حياته?،? رحل عن عالمنا الأديب السوداني الكبير الطيب صالح عن عمر يناهز?80? عاما بعد رحلة حافلة بالعطاء والإبداع?،? رحل في زمهرير شتاء لندن?،? ليكتب آخر فصل من فصول هجرته إلي الشمال?،? تماما مثل اسم روايته الرائعة موسم الهجرة إلي الشمال التي تعد من أهم روايات القرن العشرين في العالم العربي?،? هذه الهجرة التي قادت مشاعره وأحاسيسه وخياله إلي الكتابة عن بلده السودان الذي يقبع جنوبا?،? يوم أحس بغربة خانقة في لندن?،? التي هاجر إليها للعمل كمذيع بهيئة الإذاعة البريطانية?،? فولدت فيه الرغبة لمد الجسور مع وطنه وعوالمه الأولي بالكتابة عنها?،? لعل ذلك يبعث في نفسه شيئا من الطمأنينة والإحساس بالأمان
    وإلي الطيب صالح ينسب الفضل في تقديم الثقافة والأدب السوداني إلي مختلف أنحاء العالم من خلال رواياته ومؤلفاته وكتاباته التي ترجم العديد منها إلي عدد من اللغات ومن بينها دومة ود حامد و بندر شاه و عرس الزين وغيرها من الأعمال المثيرة للدهشة التي قدمت لنماذج وبيئات إنسانية شديدة الخصوصية والتي توالي صدورها منذ بدء ظهوره علي الساحة الأدبية في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي وقدمها في مصر بكل حماس الراحلان أحمد بهاء الدين ورجاء النقاش في روايات الهلال
    هناك إجماع علي شخصية الطيب صالح الإنسانية المتفردة يقول عنه الكاتب والأديب السوداني الدكتور حسن أبشر الطيب ما عرفت إنسانا في حياتي اسمه مثل وصفه مثل الطيب صالح فهو طيب إلي منتهي حدود الطيبة وصالح تتجسد فيه سمات الشيوخ المتصوفين من عباد الله الصالحين?،? وهو الأمر نفسه الذي يؤكده الروائي المصري محمد البساطي الذي يقول إن الطيب صالح تمتع بحب كبير بين المثقفين المصريين بسبب شخصيته الظريفة وتواضعه وبساطته الحقيقية?،? فهو أديب بسيط غير متكلف وغير مصنوع
    أدب الطيب صالح مثله مثل أدب نجيب محفوظ ويحيي حقي وغيرهما من الأدباء العظام الذين تؤكد أعمالهم فكرة أن المحلية والخصوصية هي التي تقود إلي العالمية، وليس الاغتراب ومحاولة تقليد الآخرين وقد عبر الطيب صالح بصدق ـ كما يقول الروائي المصري فؤاد قنديل ـ عن سمات البيئة السودانية المحلية?،? وكشف عن قيمها ومفرداتها ومعالمها وطقوسها ولهجاتها في نسق سردي مبهر?،? كما كشفت أعماله عن شخصية ثرية غير متعصبة وغير متحجرة
    حين يرحل الطيب
    منذ وعكة الكلى التي ألمت به في العام الماضي، وقيدت من تحركه وسفره والتقائه بمحبيه في كل مكان يوجد فيه محبون له، وأنا أخاف على الطيب.. أخاف أن ينطفئ ذلك الضوء الساطع الذي أضاء للإنسانية زمنا طويلا، وجعل من الكتابة الروائية، متعة يستطيع أن يتذوقها حتى من لا علاقة له بالقراءة ، وعبر شخصيات هي شخصيات عرفها وصادقها وجلس إليها في يوم من الأيام ، لم تعد قرية ( كرمكول أو ( ود حامد )، كما أطلق عليها في أعماله، لم تعد مجرد قرية منسية عند منحنى النيل في اتجاهه شمالا، ولكن بقعة سحرية يعرفها كل من قرأ وفهم وعرف، المكان بتجلياته الشفيفة، ولكن هل يستطيع كل شخص أن يكتب المكان بهكذا خصوصية، وهكذا أسطرة ؟ .. الطيب صالح لم ينل شهرته عبثا ً ولم يتوج عبقريا للرواية العربية صدفة، ولكن عن استحقاق . وحين تحصي ما كتبه الطيب من أعمال روائية أو قصصية، ستعثر على عدد قليل بلا شك، وحين تحصي ما كتب في هذا العدد القليل من إبداع ، فلن تستطيع، لأن كل شخصية رسمت عند الطيب، رسمت بإتقان، كل جملة قيلت، كانت في مكانها وأكثر من مكانها، ولذلك لم يكن غريبا أن يقرأ الطيب من الجميع ، وأن يصبح خالا للجميع .. كتابا كانوا أو قراء أو حتى أناس عاديين في كل شبر من أرض السودان، وأيضا الوطن العربي الكبير . على المستوى الإنساني، لم يكن ثمة شبيه للطيب، هو قامة إنسانية ضاربة في الجذور، هو من يهتم بالغير، يسعى إلى مساعدة الغير، ودائما ما يكون أول من يفكر فيه الناس حين يواجهون بمأزق أو انكسار.. وكأني به أمة قد اختصرت في رجل.
    خسارتنا في الطيب كبيرة، خسارة أجيال تعلمت الكتابة من إبداعه وخسارة السودان كله، وهو يفقد أحد الأجنحة التي حملت على عاتقها نقل سيرة البلد الحسنة إلى بعيد، وخسارتي الشخصية، هي خسارة الدم ، خسارة الولد حين يفقد أباه.
    رحمك الله خالي وخال الجميع، وقد غبت في زمن تدهور فيه حال الكتابة، واكتسبت تضاريس وأشواكا لم تكن موجودة، أيام كتبتموها، لاراد لقضاء الله.. ولكن لا نستطيع إلا أن نبكيك

    osman
    osman
    المديـر العـام
    المديـر العـام


    ذكر عدد الرسائل : 1339
    العمر : 36
    الموقع : الخرطوم
    العمل/الترفيه : مهندس
    علم الدولة : اصداء رحيل الطيب صالح عالميا SudanC
    المهنة : اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Engine10
    الاوسمة : اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Empty
    نقاط : 819
    تاريخ التسجيل : 11/11/2008

    متميز رد: اصداء رحيل الطيب صالح عالميا

    مُساهمة من طرف osman السبت 21 فبراير - 3:09

    ابك أيها السرد فقد رحل سادن الألفة الطيب الصالح
    محمد الربيع .. الوطن القطرية
    \عاد الطيب صالح الى غصنه في شجرة المطلق، واتكأ سادن الألفة في ممالك السرد على يده التي جعلت الحروف ترفرف باجنحة من ضوء، وتعمر الكون بألاء المعرفة والفن والجمال.
    عاد بعد ان اصغى طويلا لنداءات الحنان التي يبثها هذا العالم، الذي اعتبر نفسي مجرد وسيط وناقل له هكذا حدثني في شتاء 2005 في الدوحة عندما حاورته حول تجربته الروائية والفكرية وشخصيته الإنسانية. فالألفة هي كلمة السر في اللوحة البيانية لمشروعه الثقافي والجمالي ولعلاقته مع الوجود، وأعماله الروائية والقصصية موسم الهجرة إلى الشمال، وعرس الزين، وبندر شاه بجزءيها ضو البيت ومريود، ودومة ود حامد، تشكل أرشيفاً للوجود الحميم وللألفة المهددة بالتمزق والشرور، فإلى جانب العذوبة الواضحة والحميمية الغامرة للتفاصيل الإنسانية ، التي يعتمد فيها الطيب صالح تكنيكاً جمالياً يستمد عمقه من بساطة آسرة في بناء المشاهد ،أشبه ما تكون بعملية توثيق تلقائية للحظات مركزية في الوجود الحميم للمجتمع السوداني، ممثلا في جلسات الانس والسمر والتعاضد الاجتماعي في المسرات والأحزان والنُّصرة في الملمات.
    فهو لا ينظر إلى التفاصيل في هذه الحياة بوصفها جزراً معزولة عن بعضها بعضا، بل بكونها ارخبيلاً اجتماعياً وثقافياً مفتوح الأبواب والنوافذ والممرات في وحدة وجود إنسانية على قاعدة الأُلفة، وهو يراه مثل كوم القمح الذي تنطوي كل حبة منه على سر عظيم، مشيراً إلى مشهد زواج ضو البيت في رواية بندر شاه الذي كان حفلا امّه جميع الناس بمختلف مناشئهم العرقية ومواقعهم الطبقية، وصورة المرأة التي زغردت تحت وقع هذا الإحساس الجماعي بالألفة، والتي كانت زغرودتها تعبيراً عن كونها جزءاً من هذا الجسم، لا يتحقق انتماؤها إليه إلا عندما يدخل صوتها مع بقية الأصوات.
    يوم مبارك على شاطئ أم باب
    كل شيء في حياة الطيب صالح هو تنويع على لحن الإلفة حياته الوظيفية علاقاته الإنسانية، تأملاته النقدية، وإبداعه الروائي، فهي الناظم الوجودي لهذا الارخبيل، وفي معرض المؤانسة حول هذه التجربة التي طوفنا فيها على إنتاجه الإبداعي سألته عن سر التوسع والامتداد والانتقال الذي حدث في المشهد الروائي لملامح شخصيات مثل مريود ومريوم وبندر شاه، من مسرحها الأساسي على منحنى النيل في السودان إلى قطر، في مسرح فني جديد هو قصة يوم مبارك على شاطئ أم باب التي تدور في البحر وتتقاطع فيها مصائر الشخصيات وصراع معسكرات الخير والشر ،، الخ، فقال لي: كتبت هذا النص وجعلت مشاهده تدور في البحر رغم انني ولدت قرب النهر وربما أعطيته هنا منزلة النهر بعد أن عرفته عالما مسيطرا خلال اسفاري وأصبحت دلالته عندي ترتبط بالتئام الأمور واجتماعها وجلب العناصر إلى جانب دلالات الإطلاق واللانهائية، ومن الجائز أن أكون قد نقلت دون أن أشعر أصداء بعض الشخصيات مثل مريم في رواية مريود إلى رباب في قصة يوم مبارك على شاطئ ام باب. وأجمل الطيب صالح شهادته عن قصة يوم مبارك بقوله: ربما كتبتها خاضعا لإحساس خفي أن العالم الوادع المطمئن للخليج مهدد بما يجلب له القلق.
    والتعابير التي استخدمها في تلخيصه للبناء الجمالي لقصته وللعناصر والعلامات التي تعمل في نسيجها تدل بشكل واضح على قاموس الالفة الذي يسكن اعماقه ومشروعه مثل: وادع، مطمئن، مهدد، يجلب القلق.. لخ، وهيمنة هذا القاموس تتجلى في الأشكال والأطر البسيطة والحميمة التي يضع فيها مادته الفكرية والثقافية وتأملاته الجوهرية والعميقة، في مناطق معقدة من الفكر الإنساني مثل مقالاته العذبة بمجلة المجلة، بعنوان الاقامة في ويمبلدون، التي كشف فيها عن الحوار الإنساني العميق الذي يدور بينه وزوجته السيدة الاسكتلندية الذي هو حوار أمزجة وطرائق مختلفة في التفكير، حولتها المودة إلى طيف جميل من المشاعر ومجال إنساني لا يلغي فيه احد الآخر، وقد عبر بشفافية في حديثه إلى حين سألته عن الصعوبات التي يواجهها احيانا نتيجة لهذا الاختلاف في الثقافة والمزاج قائلا: الأمر ليس سهلا في كل الاوقات، لكنها امرأة في غاية الطيبة، ومتفهمة وهبتني ثلاث بنات جميلات واظن أن أفضل ما فعلتُ هو أنني فكرت منذ البداية أن أي محاولة لسودنتها ستكون مضرة بها وبي فقبلتها كما هي وقبلتني كما أنا.
    وعلى النسق نفسه والطريقة ذاتها قدم قراءة عارفة وناقدة للإبدع الألماني في مقالاته الإقامة في فايمار واحتفظ بالتقليد ذاته في محاضرته عن أبي العلاء شاعراً في خيمة البرنامج الثقافي لمعرض الدوحة للكتاب عام 2005 فاتخذ المؤانسة مدخلا إلى اسماع ووجدان الحضور، واللغة العذبة بسيطة الجرس عميقة الدلالة لمناقشة أكثر الأفكار تعقيدا، وليحاجج الدكتور طه حسين نافيا عن أبي العلاء الفلسفة التي أثبتها له ،ومؤكدا أنه شاعر أولا وأخيرا ،معززا منطقه بارسال العلامات الدالة على مركزية الشعر في تجربة ابي العلاء ومبينا موقعه في المثلث الذهبي العربي ـ المتنبي والمعري وأبونواس ـ ولم ينس وهو يختتم حديثه عن شعرية أبي العلاء الإشارة إلى سؤال الالفة في قصيدة أبي العلاء التي يقول فيها:
    طربن لضوء البارق المتعالي بغداد وهناً ما لهن ومالي
    اذا لاح إيماض سترت وجوهها كأني عمرو والمطي سعالي
    قائلا: إنها قصيدة باذخة الجمال ونص بليغ يضيء أحوالنا المعاصرة، حيث الناس مثل إبل أبي العلاء تريد عالما أليفا ويصر الناس على إحاطتها بالنوازع المادية.
    رضا جميل عفيف مترفع
    ولا أكاد اجد ابلغ من كلمة الناقد الكبير الراحل رجاء النقاش، تضيء هذا الانسجام المدهش بين هم الحياة وهم الابداع عند الطيب صالح اذ يقول: المشاكل في عالم الطيب صالح الروائي لها - دائماً - حل ، وذلك لأن ابطاله يتمتعون بالرؤية الداخلية الروحية الصادقة ، وعندما تظهر أمامهم مشكة لا ترى لها عيوننا الخارجية حلاً ، فان أبطاله - ربما باستثناء الراوي الذي يمثل المؤلف أو المراقب الخارجي للاحداث ... كل أبطال الطيب - باستثناء الراوي - يجدون الحل دائماً رغم أن الطريق يبدو أمام عيوننا وهو مسدود لا منفذ فيه ، والحل باستمرار قائم في قلب المشكلة ، وطريقـة العثور على حل في عالم الطيب صالح لها سبيلان: الأول هو الارادة الإنسانية المصممة الخلاقة ، والتي هي عند الصوفية جزء من إرادة الله على هذه الأرض ، على أن الإرادة الإنسانية المبدعة ليست هي الطريق الوحيد لحل المشكلات في عالم الطيب صالح ، فهناك سبيل آخر للحل ، وذلك هو ما يمكن أن نسميه باسم الرضا، ذلك الشعور العميق الذي يملأ بعطره عالم الطيب صالح ، وهو رضا جميل عفيف مترفع وليس رضا عاجزاً مخذولاً ينبع من الاستسلام لهزائم الروح أو هزائم الجسد ... الرضا بما تجري به الأقدار ، لأن ما تجري به الأقدار - ولابد - له سره المخبوء وإن لم يظهر هذا السر للعيون ، ونغمة الرضا تعزف في عالم الطيب صالح بعيداً عن المشاكل المغلقة التي لا حل لها ... وهل ينغلق الطريق أمام أهل الطريق والمتصوفين واصحاب الرؤية ؟ ان عالم الطيب منفتح وفسيح بلا أسوار ولا قيود.
    لقد ارتفع الطيب صالح باسم بلده السودان الى اعلى ذرى الابداع، وحوله من هامش في السياسة
    والاقتصاد، الى مركز في الجمال الانساني ، وجعل العربية ترفرف باجنحة من ضوء في محافل الابداع.وكان مثل مريود احب بلا ملل واعطى بلا امل، وحسا كما يحسو الطائر،وعندما راودته نفسه على المجد زجرها.
    محمد الربيع .. الوطن القطرية
    osman
    osman
    المديـر العـام
    المديـر العـام


    ذكر عدد الرسائل : 1339
    العمر : 36
    الموقع : الخرطوم
    العمل/الترفيه : مهندس
    علم الدولة : اصداء رحيل الطيب صالح عالميا SudanC
    المهنة : اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Engine10
    الاوسمة : اصداء رحيل الطيب صالح عالميا Empty
    نقاط : 819
    تاريخ التسجيل : 11/11/2008

    متميز رد: اصداء رحيل الطيب صالح عالميا

    مُساهمة من طرف osman السبت 21 فبراير - 3:10


    ادباء السعودية :رحيل الطيب صالح صدع في خارطة الرواية العربية
    الرياض السعودية ..استطلاع - محمد المرزوقي
    وصف عدد من المثقفين والمثقفات رحيل عبقري الرواية العربية، بالفاجعة، وبالصدمة الفادحة، مؤكدين ترجل فارس في المشهد الثقافي العربي، ورحيل رمز من رموز الرواية العربية.. مؤكدين بأن صاحب موسم الهجرة إلى الشمال سيظل مهاجرا في ذاكرة ثقافتنا العربية...


    الدكتورة كوثر القاضي وصفت رحيل الطيب صالح عن المشهد الثقافي العربي بقولها: غادرنا يوم أمس الطيب صالح أحد الرواد الكبار للرواية في عالمنا العربي.. المبدع العربي مبدع موسم الهجرة إلى الشمال تلك الأسطورة الروائية الفريدة التي ارتبطت باسمه.
    أما عن رحيل عملاق الرواية السودانية وأحد أبرز الروائيين العرب فقد وصف رحيله الكوثر في ظل الوضع الروائي العربي الذي يسود مختلف أقطارنا العربية فقالت: لقد رحل الطيب صالح في مرحلة تعيش فيها الرواية العربية مرحلة تتميز بغزارة الكم، وتعاني في الوقت ذاته من الفقر الشديد في فنياتها وفي عمق ونضج تجربتها الإبداعية.
    أما الروائي يوسف المحيميد فقد وصف رحيل الطيب صالح قائلا: لم نكن نستيقظ من صدمة فقدان رمز الشعر العربي الحديث الشاعر الكبير محمود درويش، قبل أشهر قليلة.. إلا وقد فاجأنا رحيل أحد أبرز كتاب الرواية العربية الحديثة الطيب صالح، فكما تعلمنا جماليات اللغة ومفرداتتها الشعرية على يدي محمود درويش، كنا التقطنا جماليات خيوط السرد من رائعته(موسم الهجرة إلى الشمال)بالإضافة إلى أعماله الأدبية مثل عرس الزين، دومة ود حامد، وغيرها من أعماله الإبداعية المميزة الأخيرة.
    ومضى يوسف واصفا عزاء الساحة العربية في فقدها للطيب صالح فقال: عزاؤنا بأن رحيله يقابله حضور لافت في الرواية العربية، على المستوى العالمي، وبروز أسماء شابة جديدة قادرة على مواصلة ترسيخ الفن الروائي العربي، سواء كانت هذه الأسماء من السودان الشقيق، أو من بلدان العالم العربي، خاصة مع حضور رواية الأطراف في الخليج العربي، والمغرب العربي الأقصى.
    أما عن مقولة الطيب صالح التي طالما رددها لقرائه والتي يرى بأن لا جديد لديه ليكتبه للقارئ.. فقد علق المحيميد قائلا: لعل هذه التصريحات التي تدور في محيط هذه المقولة التي كان الطيب صالح يرددها بين الحين والآخر، فقد كان يشير بشكل أكبر وأكثر تحديداً إلى الفن الروائي. فكما تعرف بأنه في السنوات الأخيرة صدرت له عدد من الإصدارات عن دار رياض الريس والتي كانت تضم مقالات في الأدب والسياسة والمجتمع.
    وأضاف يوسف قائلا: رغم أن مجرد صدور رواية تحت أي مستوى فني تتضمن اسم الطيب صالح، كانت كفيلة بالحضور الكبير لها.. فقط لأنها تحمل اسم الطيب صالح.. ولكنه ونتيجة لعدم رضاه عما تختزنه ذاكرته من عوالم وشخوص آثر أن يصمت (شهر زاده الخاص).
    واختتم المحيميد حديثه قائلا: لا زلت أتذكر ملامح الخيبة على وجهه وهو يقف كرئيس لجنة اختيار جائزة للرواية العربي في ملتقى الرواية العربية الثالث بالقاهرة، حينما ألقى الروائي صنع اله إبراهيم خطابه الشهير، والذي رفض بموجبه الجائزة الممنوحة له من وزارة الثقافة المصرية...إذ كان يشعر الطيب صالح كرئيس للجنة الجائزة بالخيبة، والشعور بالحرج أمام كبار المثقفين والمبدعين المصريين والعرب عامة.. وكأنما قبوله للجائزة في دورتها اللاحقة كان من موقف يشبه العزاء لنفسه، رغم أنه يستحق أكثر من جائزة في الرواية العربية.
    أما رئيسة اللجنة النسائية بالنادي الأدبي الثقافي بالطائف، الأستاذة منى المالكي، فقد تحدثت عن هجرة الطيب صالح إلى السماء فقالت: تلقفنا رائعته تتنقل بين الأيدي المرتجفة خوفا من المراقبة أن تقبض علينا متلبسات بالهجرة معه إلى شماله الملتهب المتناقض داخل نفس بطله(مصطفى سعيد) ، هذا ما حدث معي عند بداية رحلتي الماتعة مع المهاجر الطيب صالح يرحمه الله في رائعته (موسم الهجرة إلى الشمال) كان ذلك في المرحلة الثانوية ، كنا ندلف إلى عوالمه المغرقة في المحلية والواقعية ولكنها كانت رحلة ممتعة للوصول إلى فك شفرة تلك المفردات ، وأيقنت صدق المقولة (الوصول للعالمية طريقه الإغراق في المحلية).
    أما الناقد الدكتور حسين المناصرة فقد وصف رحيل الطيب صالح قائلا: رحل مبدع أفضل رواية عربية وأشهرها في القرن العشرين، رحل صانع حوار الحضارات أو تصادمها في رواية قد حظيت بكل منجز نقدي، توقف كثيراً على مشارف لغتها؛ ليدقق، ويحلل، ويستشرف، ويؤوّل؛ لتبقى الرواية نصاً مفتوحاً عصياً على أي قراءة نقدية تدعي أنها نهائية!! رحل الطيب صالح - رحمه الله - وقد ترك لنا من ذاته علامة فارقة ومشرقة في فضاء الإبداع السردي، في فضاء الرواية العربية/ديوان العرب في القرن العشرين، وما زالت!! رحل ليقول لنا : أنا لم ارحل، ولن أرحل؛ لأنني تركت فيكم قيمة الحياة الحقيقية ماثلة في قيمة الإبداع، وهل للحياة جمال غير جمال الإبداع، عندما يكون خالداً إلى أن يشاء الله!!
    ومضى د.المناصرة قائلا: ستبقى رواية موسم الهجرة إلى الشمال نجمة مضيئة في فضاء تاريخ الرواية العربية، نجمة تستحضر دوماً معها كثيراً من الصفات الحميمة التي تكشف عن تلك النفس الإنسانية العميقة الماثلة في شخصية الطيب صالح نفسه، فتقول: إنه ذو نفس إنسانية عميقة؛ لأنه قد آمن - خلال مسيرته الثقافية والإبداعية - بأن إنسانية العالم أكبر من إقليم السودان، أو قارة أفريقيا، أو العالم العربي؛ فكان سودانياً، وعربياً، وأفريقياً، وشرقياً، وعالمياً، وإنسانياً... تجسد هذا كله في عبقريته الإبداعية التي أنتجت موسم الهجرة إلى الشمال، هذه الرواية التي التهمت مبدعها، وأعماله الأخرى؛ فلم يعد يذكر الطيب صالح إلا بهذه الرواية الأقرب إلى الأسطورة أو العنقاء التي تتجدد دوما في كل قراءة نقدية واعية، وفي كل امتداد زمني نحو المستقبل!!


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر - 4:39