الدعوة السابقة للرئيس من أجل حضور القمة العربية في قطر المزمع عقدها نهاية الشهر الجاري حملها احد الوزراء القطريين، لكن الدعوة الجديدة حملها الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الذي قدم بنفسه إلى الخرطوم، وما بين الدعوتين، وفي الوقت الذي كانت فيه الخرطوم غارقة في المظاهرات والمهرجانات المناهضة لقرار محكمة الجنايات ومدعيها العام الذي باتت صوره الموصومة بعلامات الرفض والإدانة مشهداً يومياً.
----
كانت الدوحة تتعرض لضغوط من جهات دولية عديدة كما كشف رئيس وزرائها في الخرطوم أمس الأول،ضغوط تهدف إلى إثنائها عن موقفها من قضية السودان مع المحكمة الجنائية والضغط حتى لا يحضر الرئيس البشير للدوحة، لكن الشيخ حمد قال إن (الكل يعرف قطر)..في إشارة إلى إستقلالية بلاده وعدم تراجعها عن مواقفها.
ورغم العلاقات الجيدة التي ربطت الخرطوم بالدوحة طيلة الخمسة عشر عاماً الماضية، منذ استلام أمير قطر الحالي مقاليد الحكم وحتى الآن، إلا أن اوضح ظهور قطري على خط قضايا السودان الساخنة كان عقب توليها ملف دارفور، إذ أسندت الجامعة العربية في العام الماضي إلى قطر مهمة إطلاق وتفعيل مبادرة لتحقيق السلام في دارفور، والتوسط بين الحكومة وحاملي السلاح، بدعم عربي وأفريقي، وبعد حديث كثير هنا وهناك عن عدم قدرة الدوحة على تحقيق ما عجز عنه كثيرون قبلها، أسفرت تحركات أحمد بن عبدالله آل محمود وزير الدولة بالخارجية القطري عن نتائج مشجعة تمثلت في قبول حركة العدل والمساواة للجلوس إلى مائدة التفاوض، ومهد ذلك الطريق لتوقيع مذكرة تفاهم بين الحكومة وحركة العدل والمساواة بالدوحة في فبراير الماضي.
حقيبة رئيس الوزراء القطري في زيارته الأخيرة للخرطوم، حوت مواضيع ساخنة بخلاف القمة العريبة منها جولة مفاوضات السلام المقبلة التي توقع البعض أن تتأخر أو تختفي عقب قرار محكمة الجنايات، وإعلان حركة العدل والمساواة تعليق المفاوضات مع الحكومة، لكن الشيخ حمد قال إنه التقى قبل حضوره للخرطوم بأحد قيادات الحركة وتلقي منه تأكيدات حول رغبة الحركة في مواصلة المفاوضات، ويبدو أن الاتصالات بحركات مسلحة أخرى في دارفور أثمرت في نهاية المطاف عن بعض التقدم إذ أكد رئيس الوزراء أن فصائل أخرى ستشارك في الجولة المقبلة من مفاوضات الدوحة بعد أن حسمت أمرها.
قضية ساخنة ثالثة طرحها الشيخ حمد ، لا تنفصل عن قضية مفاوضات سلام دارفور، هي قضية العلاقات السودانية التشادية المتردية التي لم تراوح مكانها منذ أمد رغم المحاولات العديدة التي بذلت لإنهاء حال التربص والعداء والاتهامات المتبادلة بين الطرفين، ورغم القمم التي جابت شتى عواصم الجوار والدول الأفريقية لوضع حد لحال العداء، وقال رئيس الوزراء إن قطر ستقوم بما وصفها بأنها خطوات عملية تقود إلى إصلاح العلاقات السودانية التشادية، وأن اجتماعاً تحضيرياً سيعقد بعد القمة العربية المقبلة تمهيداً لعقد قمة مصالحة بين الرئيسين السوداني والتشادي في ليبيا، وكان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر قد قام بجولة مطلع مارس الحالي قادته إلى كل من تشاد وليبيا حيث بحث مع ديبي في انجمينا العلاقات مع الخرطوم، وبحث مع القذافي في مدينة سرت الشأن السوداني بشكل عام.
ويبدو سجل قطر في لعب أدوار الوساطة مشجعاً، فقد نجحت هذه الدولة الخليجية الصغيرة في التوسط بين اللبنانيين، وبدرجة أقل بين الفلسطينيين واليمنيين، ويقول البعض إنها قادرة على فعل ذات الشيء مع السودانيين.
وتتضارب التحليلات حول فعالية الدور القطري في السودان والمنطقة العربية بشكل عام، ومدى قبول الأطراف به، إذ اتهمت بعض حركات دارفور قطر في البداية بعدم المعرفة الكافية بتفاصيل الأوضاع في السودان، وذهب البعض بعيداً حد القول بأن الدوحة قريبة من الخرطوم بأكثر مما ينبغي للوسيط، وعلى الرغم من الانسجام الذي لا يخفي عن العين بين السودان وقطر، إلا أن الأخيرة تبدو قادرة على ضبط إيقاعها وعزف مقطوعة وساطاتها ذات الأطراف المتعددة بنغمة ترضي الجميع ولو بدرجات متفاوتة.
ويلفت د.صلاح الدومة المحلل السياسي إلى أن العلاقات السودانية القطرية لا يمكن قراءتها بمعزل عن واشنطن وتأثيراتها ونفوذها، ويرى أن بروز الدور القطري في المنطقة يشير بصورة أو أخرى إلى استغناء تدريجي من جانب الولايات المتحدة عن أدوار بعض القوى الإقليمية التقليدية، التي يصعب على بعضها تقبل أن تمر خيوط القضايا السودانية بعيداً عنها.
بالمقابل، يرى مراقبون أن قطر قادرة على توظيف علاقاتها الجيدة مع الولايات المتحدة لصالح وساطاتها، وليس العكس، كما حدث عندما لقيت وساطتها بشأن دارفور دعماً عربياً وإقليمياً ودولياً، وقبولاً حكومياً لحقه قبول حركة العدل والمساواة، وفصائل أخرى، ويبدو أن مستقبل الوساطة القطرية لتحقيق سلام دارفور، وفعالية خطها الساخن مع الخرطوم، يعتمد على خطوط الدوحة الساخنة الأخرى مع العواصم الإقليمية والدولية الفاعلة، وقدرتها على الموازنة بين كل الخطوط.
----
كانت الدوحة تتعرض لضغوط من جهات دولية عديدة كما كشف رئيس وزرائها في الخرطوم أمس الأول،ضغوط تهدف إلى إثنائها عن موقفها من قضية السودان مع المحكمة الجنائية والضغط حتى لا يحضر الرئيس البشير للدوحة، لكن الشيخ حمد قال إن (الكل يعرف قطر)..في إشارة إلى إستقلالية بلاده وعدم تراجعها عن مواقفها.
ورغم العلاقات الجيدة التي ربطت الخرطوم بالدوحة طيلة الخمسة عشر عاماً الماضية، منذ استلام أمير قطر الحالي مقاليد الحكم وحتى الآن، إلا أن اوضح ظهور قطري على خط قضايا السودان الساخنة كان عقب توليها ملف دارفور، إذ أسندت الجامعة العربية في العام الماضي إلى قطر مهمة إطلاق وتفعيل مبادرة لتحقيق السلام في دارفور، والتوسط بين الحكومة وحاملي السلاح، بدعم عربي وأفريقي، وبعد حديث كثير هنا وهناك عن عدم قدرة الدوحة على تحقيق ما عجز عنه كثيرون قبلها، أسفرت تحركات أحمد بن عبدالله آل محمود وزير الدولة بالخارجية القطري عن نتائج مشجعة تمثلت في قبول حركة العدل والمساواة للجلوس إلى مائدة التفاوض، ومهد ذلك الطريق لتوقيع مذكرة تفاهم بين الحكومة وحركة العدل والمساواة بالدوحة في فبراير الماضي.
حقيبة رئيس الوزراء القطري في زيارته الأخيرة للخرطوم، حوت مواضيع ساخنة بخلاف القمة العريبة منها جولة مفاوضات السلام المقبلة التي توقع البعض أن تتأخر أو تختفي عقب قرار محكمة الجنايات، وإعلان حركة العدل والمساواة تعليق المفاوضات مع الحكومة، لكن الشيخ حمد قال إنه التقى قبل حضوره للخرطوم بأحد قيادات الحركة وتلقي منه تأكيدات حول رغبة الحركة في مواصلة المفاوضات، ويبدو أن الاتصالات بحركات مسلحة أخرى في دارفور أثمرت في نهاية المطاف عن بعض التقدم إذ أكد رئيس الوزراء أن فصائل أخرى ستشارك في الجولة المقبلة من مفاوضات الدوحة بعد أن حسمت أمرها.
قضية ساخنة ثالثة طرحها الشيخ حمد ، لا تنفصل عن قضية مفاوضات سلام دارفور، هي قضية العلاقات السودانية التشادية المتردية التي لم تراوح مكانها منذ أمد رغم المحاولات العديدة التي بذلت لإنهاء حال التربص والعداء والاتهامات المتبادلة بين الطرفين، ورغم القمم التي جابت شتى عواصم الجوار والدول الأفريقية لوضع حد لحال العداء، وقال رئيس الوزراء إن قطر ستقوم بما وصفها بأنها خطوات عملية تقود إلى إصلاح العلاقات السودانية التشادية، وأن اجتماعاً تحضيرياً سيعقد بعد القمة العربية المقبلة تمهيداً لعقد قمة مصالحة بين الرئيسين السوداني والتشادي في ليبيا، وكان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر قد قام بجولة مطلع مارس الحالي قادته إلى كل من تشاد وليبيا حيث بحث مع ديبي في انجمينا العلاقات مع الخرطوم، وبحث مع القذافي في مدينة سرت الشأن السوداني بشكل عام.
ويبدو سجل قطر في لعب أدوار الوساطة مشجعاً، فقد نجحت هذه الدولة الخليجية الصغيرة في التوسط بين اللبنانيين، وبدرجة أقل بين الفلسطينيين واليمنيين، ويقول البعض إنها قادرة على فعل ذات الشيء مع السودانيين.
وتتضارب التحليلات حول فعالية الدور القطري في السودان والمنطقة العربية بشكل عام، ومدى قبول الأطراف به، إذ اتهمت بعض حركات دارفور قطر في البداية بعدم المعرفة الكافية بتفاصيل الأوضاع في السودان، وذهب البعض بعيداً حد القول بأن الدوحة قريبة من الخرطوم بأكثر مما ينبغي للوسيط، وعلى الرغم من الانسجام الذي لا يخفي عن العين بين السودان وقطر، إلا أن الأخيرة تبدو قادرة على ضبط إيقاعها وعزف مقطوعة وساطاتها ذات الأطراف المتعددة بنغمة ترضي الجميع ولو بدرجات متفاوتة.
ويلفت د.صلاح الدومة المحلل السياسي إلى أن العلاقات السودانية القطرية لا يمكن قراءتها بمعزل عن واشنطن وتأثيراتها ونفوذها، ويرى أن بروز الدور القطري في المنطقة يشير بصورة أو أخرى إلى استغناء تدريجي من جانب الولايات المتحدة عن أدوار بعض القوى الإقليمية التقليدية، التي يصعب على بعضها تقبل أن تمر خيوط القضايا السودانية بعيداً عنها.
بالمقابل، يرى مراقبون أن قطر قادرة على توظيف علاقاتها الجيدة مع الولايات المتحدة لصالح وساطاتها، وليس العكس، كما حدث عندما لقيت وساطتها بشأن دارفور دعماً عربياً وإقليمياً ودولياً، وقبولاً حكومياً لحقه قبول حركة العدل والمساواة، وفصائل أخرى، ويبدو أن مستقبل الوساطة القطرية لتحقيق سلام دارفور، وفعالية خطها الساخن مع الخرطوم، يعتمد على خطوط الدوحة الساخنة الأخرى مع العواصم الإقليمية والدولية الفاعلة، وقدرتها على الموازنة بين كل الخطوط.
الإثنين 25 يناير - 2:49 من طرف سراج منير
» اشراك الساعة الصغرى
الأحد 24 يناير - 23:23 من طرف سراج منير
» آخر جيل من العرب
السبت 23 يناير - 8:03 من طرف سراج منير
» هلاك العرب في آخر الزمان
السبت 23 يناير - 7:46 من طرف سراج منير
» الملتقي العربي العاشر استشراف اداء الدوائر الحكومية شرم الشيخ –جمهورية مصر العربية للفترة من 5 – 8 ابريل 2020 م
الأحد 1 مارس - 5:22 من طرف محمد أحمد سويلم
» البرنامج التدريبي التميز والإبداع في التطوير الإداري وتنمية الموارد البشرية للفترة من 22-31 مارس 2020م تقام فى نفس التاريخ فى كلا من (دبي – القاهرة – اسطنبول – كوالالمبور )
الإثنين 20 يناير - 23:57 من طرف محمد أحمد سويلم
» ورشة عمل جدارات إدارة العمل بذكاء للفترة من 22-26 مارس 2020م تقام فى نفس التاريخ فى كلا من (دبي – القاهرة – اسطنبول – كوالالمبور )
الجمعة 10 يناير - 23:51 من طرف محمد أحمد سويلم
» ماجستير ادارة الاعمال بشرم الشيخ ( اقامة كاملة مع برنامج سياحي يشمل ( Diving and snorkeling في Blue Hole – حفلة مسائية على مسرح الف ليله وليليه – الذهاب ليلا الى منطقة Soho Square والتمتع بمشاهدة النافورة الراقصة )
الثلاثاء 7 يناير - 0:38 من طرف محمد أحمد سويلم
» الملتقي العربي العاشر (استشراف اداء الدوائر الحكومية ) شرم الشيخ –جمهورية مصر العربية
الإثنين 6 يناير - 0:10 من طرف محمد أحمد سويلم
» ماجستير إدارة العقود والمناقصات المهني المصغر
الإثنين 23 ديسمبر - 6:25 من طرف محمد أحمد سويلم
» فعاليات الورش والبرامج التي تبداء في 16 فبراير 2020 م
الخميس 5 ديسمبر - 3:43 من طرف محمد أحمد سويلم
» دعوة للمشاركة بالمؤتمر العربى العاشر : تكنولوجيا الموارد البشريه - بالقاهرة
الأربعاء 27 نوفمبر - 5:34 من طرف محمد أحمد سويلم
» فعاليات وحدة الشهادات المهنية باعتماد جامعة ميزوري الامريكية - فبراير 2020م
الثلاثاء 19 نوفمبر - 5:04 من طرف محمد أحمد سويلم
» البرنامج التدريبي أساليب تحليل المشكلات وصناعة القرارات للفترة من 5 - 9 يناير 2020 م
الخميس 31 أكتوبر - 4:47 من طرف محمد أحمد سويلم
» البرنامج التدريبي إستشراف المستقبل و أدواته في دعم إتخاذ القرار و بناء المستقبل للفترة من 22-26 ديسمبر2019م
الأربعاء 23 أكتوبر - 7:04 من طرف محمد أحمد سويلم