سياحه مع زكريا حامد

بعض مقالات الرائع دوما والساخر جدا الصحفي الكبير زكريا حامد

زكريا حامد
كُتب في: 2010-03-30

تزامن‮ ‬قراءتي‮ ‬لكتاب‮ ‬فخيم‮ ‬للصحفي‮ ‬المصري‮ «‬عادل‮ ‬حمودة‮» ‬مع‮ ‬الإنطلاقة‮ ‬المجنونة‮ ‬للحملات‮ ‬الإنتخابية‮ ‬عندنا‮ ‬في‮ ‬السودان‮ ‬؛‮ ‬ولأن‮ ‬الكتاب‮ ‬عنوانه‮ « ‬النُكتة‮ ‬السياسية‮.. ‬كيف‮ ‬يَسخر‮ ‬المصريون‮ ‬من‮ ‬حكَّامهم‮...‬؟‮» ‬فقد‮ ‬بدى‮ ‬لي‮ ‬أن‮ ‬الحالة‮ ‬المصرية‮ ‬في‮ ‬التكنكيت‮ ‬و‮«‬التبكيت‮» ‬هي‮ ‬السائدة‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬الدول‮ ‬العربية‮ ‬وبلا‮ ‬إستثناء‮!!.‬
والشاهد‮ ‬إننا‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬العربي‮ ‬لانعرف‮ ‬حكاماً‮ ‬سابقين‮ ‬إلا‮ ‬ماندر‮.. ‬وفي‮ ‬العالم‮ ‬كله‮ ‬يمكن‮ ‬للوزير‮ ‬أن‮ ‬يستقيل‮ ‬أما‮ ‬في‮ ‬بلادنا‮ .. ‬فيستحيل‮..!!.‬
وأورد‮ ‬الكاتب‮ ‬نكتة‮ ‬رواها‮ ‬له‮ ‬الشاعر‮ ‬العملاق‮ ‬الراحل‮ ‬نزار‮ ‬قباني‮ ‬وتقول‮ ‬إن‮ ‬حاكماً‮ ‬عربياً‮ ‬ذهب‮ ‬الى‮ ‬مكتب‮ ‬العمل‮ ‬بعد‮ ‬حرب‮ ‬الخليج‮ ‬الثانية‮ ‬وطلب‮ ‬أن‮ ‬يُغيِّر‮ ‬الكفيل‮ ‬من‮ ‬الرئيس‮ ‬الذي‮ ‬خاض‮ ‬الحرب‮ «‬جورج‮ ‬بوش‮» ‬الى‮ ‬خلفه‮ ‬الذي‮ ‬جاء‮ ‬بعده‮ «‬بيل‮ ‬كلنتون‮»..!!.‬
ومن‮ ‬الطرائف‮ ‬التي‮ ‬أطربتني‮ ‬تلك‮ ‬المتعلِّقة‮ ‬بالصعايدة‮ ‬الأربعة‮ ‬الذين‮ ‬إتفقوا‮ ‬على‮ ‬سرقة‮ ‬بنك‮ ‬،‮ ‬ووزَّعوا‮ ‬مهامهم‮ ‬حسب‮ ‬الخُطة‮ ‬بحيث‮ ‬يُراقب‮ ‬الأول‮ ‬الطريق‮ ‬والثاني‮ ‬يقتحم‮ ‬البنك‮ ‬والثالث‮ ‬يفتح‮ ‬الخزنة‮ ‬والرابع‮ ‬يُبلِّغ‮ ‬البوليس‮!!.‬
وفي‮ ‬أخرى‮ ‬قال‮ ‬لص‮ ‬لزميله‮:‬ـ‮« ‬تعال‮ ‬نحسب‮ ‬المسروقات‮ ‬اللي‮ ‬سرقناها‮ ‬ليلة‮ ‬أمبارح‮...‬؟‮» ‬،‮ ‬ليرد‮ ‬عليه‮ ‬الزميل‮:« ‬ونتعب‮ ‬نفسنا‮ ‬ليه‮ ‬وبكرة‮ ‬نقراها‮ ‬في‮ ‬الجرايد‮..!».‬
ومن‮ ‬النكات‮ ‬السياسية‮ ‬أن‮«‬مصرياً‮» ‬كان‮ ‬يشتري‮ ‬صباح‮ ‬كل‮ ‬يوم‮ ‬صحيفة‮ ‬يومية‮ ‬وينظر‮ ‬في‮ ‬خطوطها‮ ‬ثم‮ ‬يرميها،‮ ‬وعندما‮ ‬سألوه‮ ‬ردَّ‮ ‬عليهم‮ ‬بأنه‮ ‬لا‮ ‬يقرأ‮ ‬إلا‮ ‬صفحة‮ ‬الوفيات‮ ‬،‮ ‬لكنَّهم‮ ‬نبَّهوه‮ ‬أنه‮ ‬يطلع‮ ‬على‮ ‬الصفحة‮ ‬الأولى‮ ‬وليست‮ ‬الوفيات‮ ‬،‮ ‬فقاطعهم‮ ‬قائلا‮:‬ـ‮« ‬اللِّي‮ ‬في‮ ‬بالي‮ ‬ح‮ ‬يجي‮ ‬في‮ ‬الصفحة‮ ‬دي‮..».‬

زكريا حامد
كُتب في: 2010-03-29
كلما‮ ‬أسمع‮ ‬مرشحاً‮ ‬للرئاسة‮ ‬يَعِد‮ ‬الناخبين‮ ‬علناً‮ ‬وعلى‮ ‬رؤوس‮ ‬الأشهاد‮ ‬بتحقيق‮ ‬الرفاهية‮ ‬وبإعادة‮ ‬مجانية‮ ‬العلاج‮ ‬والتعليم‮ ‬وإلغاء‮ ‬الجبايات‮ ‬وضبط‮ ‬الخدمة‮ ‬العامة‮..‬إلخ‮.. ‬أقول‮ ‬في‮ ‬نفسي‮ «‬اللهم‮ ‬إجعله‮ ‬خيراً‮» ‬وأتساءل‮ ‬مع‮ ‬آخرين‮« ‬ياربي‮ ‬ده‮.. ‬حلم‮ ‬واللا‮ ‬علم‮»‬؟‮!!‬
ومع‮ ‬قناعتي‮ ‬التامة‮ ‬بأن‮ ‬كل‮ ‬تلك‮ ‬الوعود‮ «‬وعود‮ ‬خير‮ ‬وبركة‮» ‬ويُفرح‮ ‬بوقوعها‮ ‬على‮ ‬أرض‮ ‬الواقع‮ ‬العدو‮ ‬قبل‮ ‬الصديق‮ ‬إلا‮ ‬أننا‮ ‬نخشى‮ ‬من‮ «‬متلازماتها‮» ‬المتمثِّلة‮ ‬في‮ ‬النُّدرة‮ ‬والشُح‮ ‬والصفوف‮ ‬،‮ ‬وعودة‮ ‬الإعتكاف‮ ‬في‮ ‬طُلمبات‮ ‬الوقود‮ ‬والمخابز‮ ‬بدلاً‮ ‬عن‮ ‬المساجد‮ ‬ودور‮ ‬العبادة‮..!!.‬
المُلفت‮ ‬أنَّ‮ ‬أيَّاً‮ ‬من‮ ‬هؤلاء‮ ‬المترشحين‮ ‬الحالمين‮ ‬لم‮ ‬يُبْرز‮ ‬حتى‮ ‬الآن‮ ‬دليلاً‮ ‬مادياً‮ ‬يُعضِّد‮ ‬قدرته‮ ‬على‮ ‬تحويل‮ ‬تلك‮ ‬الأماني‮ ‬الى‮ ‬وقائع‮ ‬مثل‮ «‬عصى‮ ‬موسى‮» ‬،‮ ‬أو‮ ‬مصباح‮ ‬علاء‮ ‬الدين‮» ‬،‮ ‬أو‮ ‬أي‮ ‬أداة‮ ‬حديثة‮ ‬أخرى‮ ‬لديها‮ ‬القُدرة‮ ‬والقابلية‮ ‬لإحالة‮ ‬الآمال‮ ‬إلى‮ ‬أعمال‮ ‬والشمارات‮ ‬الى‮ ‬مشروعات‮!!.‬
قيل‮ ‬في‮ ‬الطرفة‮ ‬أن‮ «‬كُمسارياً‮» ‬سأل‮ ‬راكباً‮ ‬يعرفه‮ ‬داخل‮ ‬البص‮ ‬المتجه‮ ‬من‮ ‬مدني‮ ‬الى‮ ‬الخرطوم‮ ‬على‮ ‬أيام‮ ‬الصفوف‮ ‬والأزمات‮ ‬،‮ ‬ودار‮ ‬بينهما‮ ‬الحوار‮ ‬التالي‮:-‬
‮* ‬خير‮ ‬مالك‮ ‬ماشي‮ ‬الخرطوم؟
‮- ‬والله‮ ‬الطاحونة‮ ‬واقفة‮ ‬وماشي‮ ‬أفتِّش‮ ‬لي‮ ‬جازولين‮!.‬
‮* ‬يلاَّ‮ ‬خلاص‮ ‬قُوم‮ ‬أنزل‮ ‬هنا‮!!.‬
‮- ‬إنت‮ ‬مجنون‮ ‬بقول‮ ‬ليك‮ ‬ماشي‮ ‬الخرطوم‮ ‬وإنت‮ ‬تنزِّلني‮ ‬في‮ ‬الحصاحيصا؟‮!.‬
‮* ‬يا‮ ‬عمنا‮ ‬إنت‮ ‬مش‮ ‬ماشي‮ ‬الخرطوم‮ ‬تجيب‮ ‬جازولين؟‮.‬
‮- ‬أيوه‮.‬
‮* ‬طيب‮ ‬ما‮ ‬الصف‮ ‬بتاعو‮ ‬ببدأ‮ ‬من‮ ‬هنا‮!!.‬

زكريا حامد
كُتب في: 2010-03-28


بعكس‮ ‬المثل‮ ‬القائل‮ (‬إذا‮ ‬رأيت‮ ‬زوجاً‮ ‬يفتح‮ ‬باب‮ ‬السيارة‮ ‬لزوجته‮ ‬فتيقَّن‮ ‬أن‮ ‬الزوجة‮ ‬جديدة‮ ‬وبالعدم‮ ‬تكون‮ ‬السيارة‮ ‬هي‮ ‬كذلك‮) .. ‬أقول‮ ‬بعكس‮ ‬الإحتمالين‮ ‬الواردَيْن‮ ‬فقد‮ ‬شاهدتُ‮ ‬منظراً‮ ‬مماثلاً‮ ‬لكن‮ ‬لزوجين‮ ‬موديل‮ ‬كام‮ ‬وسبعين‮ ‬وعربتهما‮ ‬من‮ ‬عصر‮ ‬الثمانينات‮ ‬وبالسؤال‮ ‬علمتُ‮ ‬أن‮ ‬الزوجة‮ ‬في‮ ‬طريقها‮ ‬للمغادرة‮ ‬لدولة‮ ‬خليجيَّة‮ ‬لإستلام‮ ‬جائزة‮ ‬مالية‮ ‬كبرى‮ ‬دفعت‮ ‬بعلها‮ ‬دفعاً‮ ‬لفتح‮ ‬باب‮ ‬سيارته‮ ‬لها‮ ... ‬وعلى‮ ‬قدر‮ ‬أهل‮ ‬المال‮ ‬يأتي‮ ‬التعامل‮ ..!!!‬
إنني‮ ‬لم‮ ‬أَلُمْ‮ ‬الزوج‮ ‬الذي‮ ‬منحه‮ ‬الله‮ ‬هذه‮ ‬المرأة‮ «‬الجوكر‮» ‬ليفتح‮ ‬هذا‮ ‬الفُتُوح‮ ‬الضخم‮ ‬في‮ ‬آخر‮ ‬العمر‮ ‬؛‮ ‬لاسيما‮ ‬وأنَّ‮ ‬آخرين‮ ‬يفعلون‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬ذلك‮ ‬لزوجاتهم‮ ‬عند‮ ‬خروجهن‮ ‬لمجرد‮ (‬صرف‮ ‬خَتَّة‮) ‬لاتُسمن‮ ‬ولا‮ ‬تُغني‮ ‬من‮ ‬جوع‮ ..!!.‬
إن‮ ‬نسائنا‮ ‬هُنَّ‮ ‬رحمةٌ‮ ‬لنا‮ ‬؛‮ ‬ولذا‮ ‬ربما‮ ‬لا‮ ‬يكتفين‮ ‬بفتح‮ ‬أبواب‮ ‬سياراتنا‮ ‬وجراجاتنا‮ ‬وجيوبنا‮ ‬هي‮ ‬الأخرى‮ ‬بل‮ ‬يسعين‮ ‬جاهدات‮ ‬لإفقارنا‮ ‬لعلمهن‮ ‬بأن‮ ‬من‮ ‬يملك‮ ‬قوته‮ ‬يملك‮ ‬قراره‮ ‬وبالعكس‮ ..!!.‬
ظل‮ (‬بلدياتى‮) ‬يشكو‮ ‬من‮ ‬زوجته‮ ‬الثرثارة‮ ‬كثيرة‮ ‬الطلبات‮ ‬وعندما‮ ‬جاءته‮ ‬ذات‮ ‬صباح‮ ‬وقدَّمت‮ ‬مصفوفة‮ ‬طلباتها‮ ‬بما‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬مبلغ‮ ‬عشر‮ ‬جنيهات‮ ‬بالقديم‮ ‬لخلع‮ ‬الضُرس‮ ‬ناولها‮ ‬عشرين‮ ‬وصرخ‮ ‬فيها‮ ‬قائلاً‮ :-‬
‮(‬عندِك‮ ‬عشرة‮ ‬للضُرس‮ .. ‬وبالعشرة‮ ‬الثانية‮ ‬خلِّي‮ ‬نفس‮ ‬الدكتور‮ ‬يقلع‮ ‬ليكي‮ ‬اللسان‮ ‬بالمرة‮ ..!!!) ..!!!.‬

زكريا حامد
كُتب في: 2010-03-27

سنحت‮ ‬لي‮ «‬إذاعة‮ ‬ساهرون‮» ‬الفرصة‮ ‬لأوجه‮ ‬سؤالاً‮ ‬مباشراً‮ ‬للبروف‮ ‬العالم‮ ‬حسن‮ ‬أبوعائشة‮ ‬وزير‮ ‬الدولة‮ ‬بالصحة‮ ‬الإتحادية‮ ‬حول‮ ‬إضراب‮ ‬الأطباء‮.. ‬فقلت‮ ‬للرجل‮ ‬أن‮ ‬مجرد‮ ‬قضية‮ ‬مطلبية‮ ‬صغيرة‮ ‬في‮ ‬حجم‮ (‬كرة‮ ‬الطاولة‮) ‬حولتها‮ ‬وزارة‮ ‬الصحة‮ ‬بالتلكؤ‮ «‬لكرة‮ ‬ثلج‮» ‬كلما‮ ‬تدحرجت‮ ‬إزدادت‮ ‬قوة‮ ‬وحجماً‮..!.‬
العجيب‮ ‬انني‮ ‬وبعد‮ ‬مرور‮ ‬أقل‮ ‬من‮ (‬02‮) ‬ساعة‮ ‬على‮ ‬حديثي‮ ‬هذا‮ ‬فوجئت‮ ‬برئيس‮ ‬إتحاد‮ ‬الأطباء‮ ‬دكتور‮ «‬كبلو‮» ‬يردد‮ ‬نفس‮ ‬مزاعمي‮ ‬داخل‮ ‬إجتماع‮ ‬المجلس‮ ‬الأعلى‮ ‬للتخصصات‮ ‬الطبية‮ ‬أمس‮ ‬الأول‮ ‬مع‮ ‬إضافة‮ ‬أن‮ ‬شيطان‮ ‬المزايدات‮ ‬والصراعات‮ ‬قد‮ ‬إختطف‮ ‬الملف‮ ‬بعد‮ ‬ذلك‮..!.‬
والمصيبة‮ ‬أن‮ ‬معظم‮ ‬معالجاتنا‮ ‬للعديد‮ ‬من‮ ‬قضايانا‮ ‬الحيوية‮ ‬والمصيرية‮ ‬تخضع‮ ‬لذات‮ ‬النهج‮ ‬والاسلوب‮: (‬خلوها‮ ‬تشعلل‮.. ‬عشان‮ ‬نطفيها‮ ‬بالمرة‮)..!!! ‬وهو‮ ‬اسلوب‮ ‬لم‮ ‬يورثنا‮ ‬غير‮ ‬الندم‮ ‬والتحسر‮ ‬على‮ ‬ما‮ ‬فات‮..!.‬
وقناعتي‮ ‬أن‮ (‬الصحة‮) ‬بحاجة‮ ‬إلى‮ ‬إدارة‮ ‬مستحدثة‮ ‬تحت‮ ‬مُسمى‮ (‬إدارة‮ ‬الأزمات‮ ‬والكوارث‮) ‬وتتبع‮ ‬لأمراض‮ ‬المناطق‮ ‬الحارة‮ ‬لتتفرغ‮ ‬لمعالجة‮ ‬تلك‮ ‬المعضلات‮ ‬وتمنح‮ ‬الوزارة‮ ‬فرصة‮ ‬الإنشغال‮ ‬فقط‮ ‬بتوفير‮ ‬المعينات‮..!.‬
في‮ ‬الطرفة‮ ‬أن‮ (‬مستوصفاً‮) ‬عربياً‮ ‬ضخماً‮ ‬ظل‮ ‬يكتشف‮ ‬يومياً‮ ‬تزايد‮ ‬حالات‮ ‬الوفيات‮ ‬وسط‮ ‬نزلاء‮ (‬العناية‮ ‬المكثفة‮) ‬دون‮ ‬وجود‮ ‬ما‮ ‬يبرر‮ ‬ذلك‮.. ‬وبعد‮ ‬تزويد‮ ‬ذلك‮ ‬القسم‮ ‬بكاميرات‮ ‬مراقبة‮ ‬تم‮ ‬إكتشاف‮ ‬أن‮ ‬عامل‮ ‬النظافة‮ ‬البنغالي‮ ‬يقوم‮ ‬فور‮ ‬دخوله‮ ‬لنظافة‮ ‬العنبر‮ ‬بخلع‮ «‬فيش‮» ‬جهاز‮ ‬التنفس‮ ‬من‮ ‬أقرب‮ ‬مريض‮ ‬ثم‮ ‬يضع‮ ‬في‮ ‬ذات‮ ‬المكان‮ (‬فيش‮) ‬آلة‮ ‬النظافة‮.. ‬وظهر‮ ‬السبب‮ ‬وبالتالي‮ ‬بطل‮ ‬العجب‮..!.‬

زكريا حامد
كُتب في: 2010-03-23


لا أقول إننا نحن (معشر الصحفيين) نسينا الله فأنسانا أنفسنا .. حاشا وكلا .. ولكنِّي أقرُّ بأننا ظللنا ندعو الآخرين للبر ولكننا بكل أسفٍ نسينا أنفسنا لينطبق علينا قوله تعالى في محكم تنزيله :- (أتدعون النَّاس بالبرِ وتنسون أنفسكم ) .. صدق الله العظيم ..
ومما يُؤسف له حقاً أن بعضاً من زملاء المهنة تنكَّبُوا الطريق وصاروا مثلهم مثل (ديك المسلميَّة) الذي إشتهر بأنه (يكاكي) وماء سلخه وتوضيبه يغلي على النار ...!!!
والأدهى أنْ ننشغل نحن وفي مثل هذا الوقت والتوقيت بقضايا إنصرافية تعتمد على الشتيمة والشتيمة المضادة ، وتزيد قرائنا رهقاً على رهق ليصبحوا فور إطلاعهم على الصحف متسائلين :- (هي ناقصة) ... و (جيتك يا عبدالمعين ) ...!!! .
إن من أمثالنا الحكيمة ذلك الذى يقول :- (من فشَّ غبينو ... خَرَبْ مدينتو) ونضيف نحن على ذلك :- (وبوَّظ جريدتو) ..!!!.
قبل نحو ثلاثين عاماً مضت كان في قريتنا رجل يتحرى النميمة والقطيعة ولا يتوانى في أكل لحوم الآخرين .. وذات يوم تصدى له جارنا وأقسم بأن لا يُجالسه وهو يقطع في الناس وتركه وإنصرف منه ...ولكن الرجل النمَّام واصل قطيعته قائلاً :- (يا خي طير ... قطيعة لما تقطِّع مصارينك .. ما إنت ذاتك زمان كنت بتسرق «الفلنكات».. !!

زكريا حامد
كُتب في: 2010-03-22

لا أدري لماذا لا توزع الدولة (الثروة والسلطة) على كل السودانيين، مثلها مثل (الكتاحة) التي ساوت بين الجميع دون التقيُّد بلون أو عرق أو دين..!!.
وقناعتي أن (الكتاحة) ليست شراً محضاً ولولاها لما استعادت الأجواء عافيتها والطقس برودته، خاصة بعد أن تعدت درجات الحرارة الأسابيع الماضية المعدّل المسموح به عالمياً ومنطقياً..!!.
ومن محاسن (الكتاحة) الأخيرة - ولا أظن أنها ستكون كذلك - أنها كشفت وبجلاء عن مدى حاجتنا لأجهزة (هُوفر) محمولة على الأكتاف، لنتمكّن بواسطتها من إزالة الغبار والأنقاض عن أولئك الذين يصافحوننا في المناسبات والمركبات والشوارع وتنطبق عليهم ردود شركات الاتصال من شاكلةهذا المشترك لا يمكن رؤيته حالياً.. حاول الاتصال لاحقاً بعد إنقشاع الكتاحة!!).
ومع كل ذلك فإن (الكتاحة) ليست كلها كذلك خيراً مطلقاً، خاصة للذين يعانون من الأزمات وأمراض الرئة والصدر والعيون، ومن الوسطية أن نعرّفها بأنها تجلب (منافع للناس وضرراً كبيراً)..!!.
قبل سنوات خضع (بلدياتي) كبير السن لعملية (جيوب أنفية) بمستشفى صيني بالخرطوم، وفور صحيانه من التخدير، فوجئ الرجل بعشرة من الأطباء الصينيين وثلة من الكوادر المساعدة تلتف حول سريره.. وبالسؤال عرف قريبي أن العملية تكللت بالنجاح، لكنه صاح مستغرباً.
(طيب إيه الهلمُة دي.. أصلاً هي عملية مناخير واللا «كُبري» عديل كده..!!»!!.

زكريا حامد
كُتب في: 2010-03-21


زكريا‮ ‬حامد
٭‮ ‬رحلة‮ ‬الأيام‮ ‬الثلاثة‮ ‬إلى‮ ‬الولاية‮ ‬الشمالية‮ ‬من‮ «‬وادي‮ ‬حلفا‮» ‬وحتى‮ «‬كرمة‮» ‬و‮«‬دنقلا‮»‬،‮ ‬أعادت‮ ‬لي‮ ‬الأمل‮ ‬بقضاء‮ ‬فترة‮ (‬المعاش‮) ‬هناك،‮ ‬إن‮ ‬كان‮ ‬في‮ ‬العمر‮ ‬بقية‮ ‬بدلاً‮ ‬من‮ ‬بعزقته‮ ‬وإهداره‮ ‬في‮ ‬تخوم‮ (‬الكلاكلات‮) ‬وثغور‮ (‬الحاج‮ ‬يوسف‮) ‬ونجوع‮ (‬الشقلاب‮)..!!.‬
وبما‮ ‬أن‮ ‬مشروع‮ (‬أبوفاطمة‮) ‬بالمحس‮ ‬يعد‮ ‬الأكبر‮ ‬مساحةً‮ ‬وإنتاجاً‮ ‬ومستقبلاً،‮ ‬فلا‮ ‬مانع‮ ‬عندي‮ ‬من‮ ‬الحصول‮ ‬على‮ ‬الإقامة‮ ‬هناك‮ ‬تحت‮ ‬كفالة‮ ‬السادة‮ (‬الزمراوية‮) ‬نسبة‮ ‬إلى‮ ‬جدهم‮ ‬الشيخ‮ (‬زمراوي‮)‬،‮ ‬صاحب‮ ‬الكرامات‮ ‬والمكرمات‮..!!.‬
وقناعتي‮ ‬أنني‮ ‬سأحصل‮ ‬على‮ (‬التابعية‮) ‬هناك‮ ‬وبسهولة،‮ ‬وذلك‮ ‬بحكم‮ ‬أن‮ ‬والدي‮ ‬عليه‮ ‬الرحمة‮ ‬من‮ ‬منطقة‮ (‬تَبَجَ‮) ‬بالسكوت،‮ ‬وأمي‮ ‬عليها‮ ‬ألف‮ ‬رحمة‮ ‬ونور‮ ‬من‮ (‬حلفا‮ ‬دغيم‮).. (‬المجراب‮) ‬نسبة‮ ‬ألى‮ (‬المجر‮)‬،‮ ‬وهي‮ ‬دولة‮ ‬أوربية‮ ‬وعاصمتها‮ «‬بودابست‮».. ‬وبذلك‮ ‬يكون‮ (‬باراك‮ ‬أوباما‮) ‬ليس‮ ‬وحده‮ ‬هو‮ ‬الأفريقي‮ (‬الهجين‮)..!!.‬
ولو‮ ‬كان‮ ‬الأمر‮ ‬بيدي‮ ‬لتوسّلت‮ ‬لكل‮ ‬أهلنا‮ ‬النوبيين‮ ‬للتوجّه‮ ‬إلى‮ ‬الشمالية‮ ‬بين‮ ‬عشية‮ ‬أو‮ ‬ضحاها،‮ ‬بدلاً‮ ‬من‮ ‬إضاعة‮ ‬الوقت‮ ‬في‮ ‬المدن‮ ‬والمنافي‮ ‬والأطراف‮ ‬وتسلية‮ ‬النفوس‮ ‬الضائعة‮ ‬هنا‮ ‬بالتراجيديا‮ ‬القديمة‮ ‬من‮ ‬شاكلة‮ (‬أشدّو‮.. ‬ووحلفا‮..) ... (‬وإلن‮... ‬إشرنكيل‮ ‬وونوبة‮..!!!)...!!.‬
كان‮ ‬قريبي‮ ‬و‮(‬بلدياتي‮) «‬أبوداؤد‮» ‬عليه‮ ‬الرحمة‮ ‬لا‮ ‬يكره‮ ‬شيئاً‮ ‬في‮ ‬الدنيا‮ ‬قدر‮ ‬كراهيته‮ ‬لحلفا‮ ‬الجديدة‮ (‬خشم‮ ‬القربة‮). ‬وعندما‮ ‬زرت‮ ‬بداره‮ ‬العامرة‮ ‬بالقديمة‮ ‬وأنا‮ ‬طالب،‮ ‬سألني‮ ‬عن‮ ‬أحوالنا‮ ‬هناك‮ ‬وأجبته‮ ‬بأننا‮ ‬ننعم‮ ‬بالخيرات‮ ‬والخضروات‮ ‬والقمح‮ ‬والبامية‮ ‬والبامبي‮ ‬والفول‮ ‬والعدسي‮.. ‬وضحكت‮ ‬عندما‮ ‬قاطعني‮ ‬قائلاً‮: (‬ما‮ ‬شاء‮ ‬الله‮.. ‬يابخت‮ ‬البعوض‮)..!!.‬

زكريا حامد
كُتب في: 2010-03-


٭‮ ‬من‮ ‬مفارقات‮ «‬الانتخابات‮» ‬أن‮ ‬رئيساً‮ ‬لحزب‮ ‬سياسي‮ ‬مستحدث‮ ‬ترشّح‮ ‬للدوائر‮ ‬الجغرافية‮«‬مستقلاً‮» ‬بالعاصمة،‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬أن‮ ‬أحد‮ ‬منسوبي‮ ‬حزبه‮ ‬يزاحم‮ ‬على‮ ‬منصب‮ ‬الوالي‮ ‬بالشمالية‮ ‬باسم‮ ‬الحزب‮..!!.‬
ويبدو‮ ‬لي‮ ‬أنّ‮ ‬منطق‮ ‬هؤلاء‮ ‬هو‮ ‬الأقرب‮ ‬لبلدياتي‮.. «‬عثماناب‮» ‬المرشح‮ ‬السابق‮ ‬لرئاسة‮ ‬الجمهورية،‮ ‬والذي‮ ‬حاول‮ ‬جاهداً‮ ‬الترشُّح‮ ‬في‮ ‬الموسم‮ ‬الحالي‮ ‬لمنصب‮ ‬رئيس‮ ‬الجمهورية،‮ ‬وفي‮ ‬ذات‮ ‬الوقت‮ ‬لمنصب‮ ‬والي‮ ‬ولاية‮ ‬كسلا‮. ‬وعندما‮ ‬نبّهته‮ ‬لاستحالة‮ ‬ذلك،‮ ‬خاصة‮ ‬في‮ ‬حال‮ ‬ظفره‮ ‬بالمنصبين‮.. ‬رد‮ ‬قائلاً‮:«‬هي‮ ‬كسلا‮ ‬عايزة‮ ‬حاجة‮.. ‬الواحد‮ ‬يروح‮ ‬هناك‮ ‬أول‮ ‬كل‮ ‬شهر‮ ‬ويحلحل‮ ‬مشاكلهم‮ ‬ويرجع‮ ‬للقصر‮...!!». ‬
والأمر‮ ‬في‮ ‬غاية‮ ‬السهولة‮ ‬يعمنا‮«‬عثماناب‮» ‬ليس‮ ‬لأنه‮ ‬بالبر،‮ ‬وأن‮ ‬من‮ ‬بالبر‮ ‬عوّام‮.. ‬ولكن‮ ‬لأن‮ ‬الرجل‮ ‬زعم‮ ‬في‮ «‬التلفزيون‮» ‬أن‮ ‬مشاكل‮ ‬وقضايا‮ ‬السودان‮ ‬يمكن‮ ‬حلها‮ ‬جميعاً‮ ‬بوليمة‮ ‬كاربة‮ ‬لكل‮ ‬أطياف‮ ‬الحياة‮ ‬السياسية‮ ‬السودانية،‮ ‬شريطة‮ ‬أن‮ ‬تلتئم‮ ‬مراسم‮ ‬الوليمة‮ ‬تحت‮ ‬شجرة‮«‬هجليج‮»...!!.‬
إنهم‮ ‬يذكِّرونني‮ ‬بطرفة‮«‬بلدياتي‮» ‬كبير‮ ‬السن،‮ ‬والذي‮ ‬قدم‮ ‬للعاصمة‮ ‬في‮ ‬السبعينيات‮ ‬من‮ ‬القرن‮ ‬الماضي‮ ‬لاستخراج‮ ‬جنسية‮. ‬وعندما‮ ‬سأله‮ ‬الضابط‮ ‬المسؤول‮ ‬إن‮ ‬كان‮ ‬متزوجاً‮.. ‬أجابه‮ ‬بلكنتنا‮:«‬أيوه‮ ‬يا‮ ‬فندم‮ ‬أنا‮ ‬متزوج‮ ‬واحد‮ ‬مرة‮..!!» ‬ابتسم‮ ‬الضابط‮ ‬وشاغله‮ ‬قائلاً‮:«‬واحد‮ ‬مرة‮.. ‬هو‮ ‬في‮ ‬زول‮ ‬بيزوج‮ ‬واحد‮ ‬راجل‮ ‬يا‮ ‬حاج‮...!!». ‬ليرد‮ ‬عليه‮ «‬بلدياتي‮» ‬ببرود‮:«‬أيوه‮ ‬ياجنابو‮.. ‬عزيزة‮ ‬بنتي‮ ‬متزوجة‮ ‬واحد‮ ‬راجل‮..»

زكريا حامد
كُتب في: 2010-03-17


٭ تلقيتُ دعوة كريمة من وزارة الشؤون الاجتماعية بولاية الخرطوم للمشاركة في منتداها الإعلامي بعنوان«مشكلة التسوُّل - المعالجات الفقهية والقانونية والاجتماعية»..!!
وبما أن «قضية التسول» أصبحت ظاهرة ومقلقة في ذات الوقت، فهي تحتاج الى معالجات تطال المتون وليست الحواشي، لاسيما وأن الغالبية ممن يمارسون التسول عندنا هم من غير السودانيين، وأن نسبة مقدرة منهم تتسول تحت ستار«شبكات شيطانية» متعددة الأجناس، وتسترزق المال الحرام عن طريق هؤلاء الذين يتم تشغيلهم بـ«نظام المداورة» أو شيء شبيه بذلك...!!!.
والمصيبة أن فيالق المحتالين وجحافل النصّابين غزوا مهنة التسول، كما الجراد الصحراوي أو آفة «الزرزور»، لدرجة أن المحسنين تشابه عليهم البقر، خاصة من تنامي تلك الفئة من الشحاتين الذين يتمتعون بقابلية الظهور في كل مكان وأي زمان..!! قلت لأحدهم قبل أيام داخل مسجد أنني للأسف لا أحمل محفظة النقود، فباغتني قائلاً:-«بسيطة.. طيب ما تحوّل لي رصيد....؟!».

زكريا حامد
كُتب في: 2010-03-16


٭‮ ‬إذا‮ ‬كان‮ ‬بعض‮ ‬أبناء‮ ‬بني‮ ‬جلدتنا‮ ‬يستقون‮ ‬الأخبار‮ ‬والمعلومات‮ ‬من‮ ‬الموقع‮ ‬الضرار،‮ ‬الذي‮ ‬يُسمى‮«‬كرمة‮ ‬أون‮ ‬لاين‮» ‬فيتوجب‮ ‬عليهم‮«‬الغُسْل‮» ‬أولاً‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬يهديهم‮ ‬الله‮ ‬الى‮ ‬موقع‮ ‬

إلكتروني‮ ‬آخر‮ ‬أكثر‮ ‬مصداقية‮ ‬وأقرب‮ ‬للواقعية‮..!!.‬
ولأن‮ ‬الذين‮ ‬استحوا‮ ‬ماتوا‮.. ‬كما‮ ‬تقول‮ ‬حكمنا‮ ‬وأمثالنا،‮ ‬فإن‮ ‬الموقع‮ ‬المذكور‮ ‬اختلق‮ ‬عدة‮ ‬وقائع‮ ‬لا‮ ‬صلة‮ ‬لها‮ ‬البتة‮ ‬بالواقع‮. ‬وذكر‮ ‬دون‮ ‬حياء‮ ‬بأن‮ ‬وفدنا‮ ‬الذي‮ ‬قاده‮ ‬وزير‮ ‬الدفاع‮ ‬

للشمالية‮ ‬لثلاثة‮ ‬أيام‮ ‬خلت،‮ ‬تعرّض‮ ‬للرشق‮ ‬بالحجارة‮ ‬عند‮ ‬مستشفى‮ «‬البرقيق‮» ‬بمناطق‮ ‬المحس،‮ ‬وهو‮ ‬الأمر‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يخطر‮ ‬حتى‮ ‬على‮ ‬قلب‮ ‬بشر‮ ‬ولم‮ ‬توثّقه‮ ‬عين‮ ‬أو‮ ‬تسجله‮ ‬

أُذن‮..!!.‬
ومما‮ ‬يُؤسف‮ ‬له‮ ‬حقاً‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬الموقع‮ ‬لا‮ ‬ينشر‮ ‬الأكاذيب‮ ‬فحسب،‮ ‬بل‮ ‬يصنعها‮ ‬ويروّج‮ ‬لها‮. ‬وظني‮ ‬أن‮ ‬القائمين‮ ‬عليه‮ ‬والمتسولين‮ ‬باسمه‮ ‬يكذبون‮ ‬بأيسر‮ ‬مما‮ ‬يتنفسون‮ ‬ويتوهمون‮ ‬بأكثر‮ ‬

مما‮ ‬يعلمون‮..!!.‬
وقناعتي‮ ‬أن‮ ‬اسم‮ «‬كرمة‮» ‬لا‮ ‬ينطبق‮ ‬ولايجوز‮ ‬أن‮ ‬يرتبط‮ ‬بهذا‮ ‬الموقع،‮ ‬بحسبان‮ ‬أن‮ «‬كرمة‮» ‬هي‮ ‬مهد‮ ‬الحضارات‮ ‬الإنسانية،‮ ‬ولو‮ ‬أن‮ ‬أُناسها‮ ‬يمارسون‮ ‬الكذب‮ ‬البوار‮ ‬والتضليل،‮ ‬لما‮

‬صنعوا‮«‬التاريخ‮» ‬كله،‮ ‬وتبوأوا‮ ‬في‮«‬الجغرافيا‮» ‬مكانتهم‮ ‬السامية‮..!!.‬
علّق‮ «‬بلدياتي‮» ‬على‮ ‬شخص‮ ‬يكذب‮ ‬علناً‮ ‬وسراً‮ ‬حتى‮ ‬على‮ ‬نفسه،‮ ‬بأنه‮ ‬من‮ ‬كثرة‮ ‬كذبه‮ ‬ونفاقه‮ ‬ينسى‮ ‬شهر‮ ‬رمضان‮ ‬بالكامل،‮ ‬مع‮ ‬أنو‮ ‬نازل‮ ‬في‮ «‬الستوت‮» ‬صوم‮...!!.‬

زكريا حامد
كُتب في: 2010-03-09

٭ فُجعتُ للغاية عندما أبلغني العزيز«عوض» بالمركز القومي للإنتاج الإعلامي برحيل صديقي وحبيب قلبي الصحفي النادر«حسن الرضي» عليه ألف رحمة وألف نور..!!
والراحل العزيز لمن لا يعرفونه من القلائل الذين نفخوا الروح في الصحافة السودانية وعملوا طوال حياتهم في هجير الصحف لنستظل نحن وغيرنا من الأجيال القادمة بقوةٍ تحت ظلال غرسهم النبيل!!!!
ويُعتبر الفقيد الكبير«أبو السكرتارية» الصحفيَّة بلا مُنازع وتربى على يديه أجيال كاملة من زملاء المهنة من الذين إرتووا من مخزونه الهائل في العفة والتفاني والإخلاص والتجرُّد والإستقامة والقوامة وحُسن الخُلق وطيب المعشر..!!
لقد منح الرجل الذي رأى النور في بداية مولده بمدينة الأُبيض«عروس الرمال» كل وقته وجهده وعرقه للصحافة على مدى نحو نصف قرن من الزمان لتبادله «صاحبة الجلالة» ذات الوفاء وتمنحه القدرة على قيادة سكرتارية التحرير في صحيفة كبرى مثل «الحياة السياسية» قبل نحو خمس سنوات من الآن والتي سنحت لي شرف العمل معه في إصدارة واحدة..!
ولصديقي الراحل الرضي طرائف وحكايات وقصص وروايات عجيبة، وأبلغ في آخر حوار له مع الزميلة«حكايات» قبل عام تقريباً الزميل حسام الدين ميرغني بأنَّه لا يتذكر تفاصيل الأشياء، وأن عليه أن يعود الى الخرطوم ويُقابل«شخصي الضعيف والمكلوم» الآن عن تفاصيل سيرته!!
أما أستاذنا فتح الرحمن النحاس فقد إمتدح«الرضي» وحكى لي طُرفة عنه، والرجل يضحك كدليل على صحة الرواية حيث قال النحاس إن«الرضي» كان لايُفارق السكرتارية.. ولا يتحدث مع أي شخص طوال اليوم والمساء لإنهماكه في العمل وذات يوم تجرَّأ النحاس وسأله بشفقة قائلاً:-«يا أستاذ حسن إنت ما عندك أي مساحة للحب..؟!» ليرد عليه الرضي بعفوية:-« والله الصفحات كلها قفَّلت.. لكن لو حتَّة صغيرة ممكن نباصرها ليك في الأخيرة...!!
ألا رحم الله الرضي بأعظم من عطائه ..آمين

زكريا حامد
كُتب في: 2010-03-08


صديقي المثابر معتمد محلية الخرطوم «عثمان الكباشي» يبذل جُهوداً جبَّارة لإصلاح حال المحلية المائل ، ويجتهد لإعادة الحياء والحياة لإدارتها وأقسامها المتورِّمة المسرطنة .. ولأن الداء في بعضها أصبح قاتلاً وقارب مرحلة التمكين من الضحايا في عدد من الوحدات والإدارات فقد قررتُ اليوم «أن اصرخ» لعلَّ ذلك يُفيد ويفي بالمطلوب!!
و«محلية الخرطوم» التي أنشأت على غفلة من النَّاس والإعلام«إدارة ضخمة» تحت اسم «الإدارة العامة للدرداقات» ولم تستحِ عندما رفعت لافتةً بذلك المعنى علي مبنى «حدَّادي مدَّادي» بالسوق المحلي هي ذاتها المسؤولة عن تنامي ظاهرة «الدرداقات» و«المدردقين» باعتبار أن تلك الإدارة هي من تُشرف وتُنظِّم هذا النوع من التجارة العشوائية ،بل وتوجههم الى الأحياء السكنية في الساعات الأولى من الصباح تحت دعوات من شاكلة« قُوموا الى درداقاتكم يرحمكم الله.. ودردقوا على بركة الله».. ورسالتي للكبَّاشي تتلَّخص في سيادة نهج« الدردقات» على الكثير من الإجراءات والمعاملات في الوحدات والإدارات كما هو الحال الآن بقسم« الديوم الشرقية» حيث تقدَّم مواطن بسيط بطلب للقسم المذكور أصالة عن نفسه ونيابة عن جيرانه لإزالة«تِرلاَّت» مهجورة شكَّلت وكراًَ للمجرمين ، ومجمَّعاً لمخرجات وفضلات الهائمين والمتسكعين ، وبؤرة للفاسدين فما كانت من مديرة القسم الا أنْ توجَّه الشاكي المتضرر لحسابات العوائد لأمرين هامين الأول هو مراجعة عوائد العقار الخاص بالمتظلِّم والثاني تحصيل رسوم تلك الزيارة المزعومة.. من الشخص نفسه!! فمبروك لمحليتنا الفتيَّة بادارة«الدراقات» مع دعواتنا لها بانشاء أخرى«لرعاية وكفالة التِرلاَّت»...!

زكريا حامد
كُتب في: 2010-03-07


توصلت لقناعة لا يرقى لها الشَّك بأن (الطرق) وتلتواراتها وإضاءاتها ومساراتها هي المسؤولة في المقام الأول عن (الحوادث المرورية) ثم يأتي من بعد ذلك بنحو سنة ضوئية (السائقون) و(المركبات) ..!.
والمصيبة أننا البلد الوحيد الذي يُنتهك فيه حقوق (الراجلين) و(العابرين) بصورة لم يسبق لها مثيل لدرجة أن عدد ضحايا جسر واحد مثل «كوبري المنشية» قارب حتى الآن أعداد شهداء معركتي أم دبيكرات والنخيلة قبل مائة عام وتزيد من يومنا هذا في شهرنا هذا وفي عامنا هذا ..!.
والأدهى أن (إدارة المرور) تطالبنا بإتخاذ أعلى درجات السلامة مع أنها تقودنا وبإلحاح للتهلكة عبر اصطدامنا (بالتلتوارات) المفتقدة للعواكس والعلامات الضوئية والتحذيرية و(مانهولات) التصريف منزوعة الأغطية ومخلفات الأسمنت والغرانيت والحجارة الضخمة غير الكريمة والتي مثلها مثل (البَعَرة) التي تدل على (البعير) توضح تعطل الشاحنات والآليات الثقيلة على جانبي شارع الأسفلت، وما أعداد الذين قضوا تحت تلك المركبات الشيطانية بقليل..!!
قبل أشهر تصدى (القمسيونجي) الشهير في حي الصحافة للعب دور المأموم في صلاة المغرب بمسجد الحي ولكنه فاجأنا جميعنا بنسيانه للإقامة والتكبير والصياح بدلاً عن ذلك بعباراته في موقف المواصلات من على شاكلة :- (لفة .. لفة .. لفة .. كلاكلة .. لفة) ..!!
(نفر كلاكلة طالع .. نفر كلاكلة لفة) ..!!!

زكريا حامد
كُتب في: 2010-03-04


بعد أربع سنوات من الآن يتحقَّق بالتمام والكمال مرور نصف قرنٍ من الزمان«خمسين عاما» على تهجير النُّوبيين من موطنهم الأصلي«بوادي حلفا» الى خشم القربة..!
وعلى الرُّغم من مرور كل تلك السنوات العجاف على عملية التهجير فان النُّوبيين المهجرين لا أرضاً قطعوا.. ولا ظهراً أبقوا ، مثلهم مثل «المُنْبَت» تماماً ..! والمصيبة أن مواليد الموطن الجديد من النُّوبيين هم الأقل التصاقاً بالأرض هناك ، وأكثرهم تعلُّقاً بحبال العودة الطوعية لموطن الأجداد بعيداً عن المنطقة التي لم تجلب لهم شيئاً يُذكر سوى «سهر الجداد»..!
صحيح أن«الهوى غلاَّب» ولابد يوماً يتغلَّب فيه الطبع على التطبع ، ومادام الأمر كذلك فان هجرة النوبيين العكسية للشمال واردة وبقوة ، لاسيما في ظل الإهتمام العالمي بالحضارة النُّوبيّة بحسبانها أُس وأمَّ الحضارات الإنسانية جمعاء..!
في الطُرفة ظل قريبي«وبلدياتي» « الحاج كونتي» كبير السن يصرخ في أولاده ليلاً ونهاراً ويطالبهم بنقله من«أركويت» الي وادي حلفا» لأنه يود أن يموت ويُدفن هناك ولكنَّه ظل في كل سفرية يتحسَّن صحياً بمجرد وصوله لوادي حلفا ليعودوا به للخرطوم لإنتهاء الإجازة.. وبعد تكرار مطالبته والإيفاء بترحيله من والى حلفا أكثر من أربع مرات تصدَّت له زوجته وقالت له:-« أوعك تقول لينا سفروني لحلفا.. لأنك أربع مرات قلت ماشي تموت هناك وجيت راجع سالم»..!
فصاح فيها غاضباً:ـ« ياولية أنا قلت ليكم ماشي أموت في حلفا القديمة .. مُش رايح هناك انتحر..!!»»

زكريا حامد
كُتب في: 2010-03-03


٭ أكثر الناس انشغالاً بـ«الانتخابات» هم أهل الولايات، حيث لا حديث يعلو عليها، خاصة في القرى والفرقان..!.
وأذكر أننا عندما كنا طلاباً في الابتدائية نردد مع المرددين عبارة«الفانوس» حرق «القطية» دون أن ندري أن«الفانوس» ما هو إلا رمز لمرشح، بينما «القطية» رمز لمرشح آخر..!.
والعجيب أن«جائحة» الانتخابات أياً كانت مستوياتها كانت تصيب الكبار قبل الصغار والبنات قبل الأولاد، وحدث ذات مرة أن رمى شخص «الكفتيريا» في وجه زوجته كُرهاً في المرشح الذي كان رمزه هذا النوع من الأدوات المنزلية..!.
المصيبة أن أهل العاصمة ورغم أنها تأوي كل المرشحين لرئاسة الجمهورية وولاية الخرطوم وأهم الدوائر الجغرافية وحتى وجهاء الدوائر ممن سيفوزون في الولايات على الرغم من كل ذلك، فإن سكانها لا يأبهون بالعملية الانتخابية، بل وأن بعضهم لايعرف معنى«السجل الانتخابي». ويظن أن «مفوضية الانتخابات» فرع لمنظمة التجارة العالمية بالخرطوم..!.
في الطرفة أن أحد الشبان ترشح لانتخابات الدوائر الجغرافية في حلفا في الثمانينات وظل يعلن أمام كل تجمع جماهيري أنه سيجعل المشروع خالياً من الباعوض والذباب والقرّاص.. وربط حملته بشكل وثيق بمكافحة الآفات.. وذات يوم جاء المرشح الشاب وجلس في مقهى بالسوق على مقربة منا، ليهمس لي في أُذن «بلدياتي» كبير السن قائلاً ومشيراً للمذكور:«شايف البف باف ده زول مسطول أوعكم تدَهَو صوتكم»..!.

زكريا حامد
كُتب في: 2010-03-01


لأن الإسلام دين متجدد يأخذ بروح العصر فإن ثمة تطورات ملموسة صاحبت المولد النبوي الشريف هذا العام خاصة وفي«الليلة الكبيرة» كما يقول المصريون« القفلة عندنا في السودان..!!
وقناعتي أن الاحتفال الوسيم بذكرى سيد المرسلين يعكس بجلاء مدى المحبة الكبيرة والعظيمة والصادقة التي يكنها أهل السودان لمعلم البشرية وهاديها إلى سواء السبيل..!!
وقد كنت شهوداً على التابلوهات الرائعة التي ازدانت بها خيمة السادة السمانية بقيادة الشيخ المكرم ابن الشيخ التوم الشيخ قريب الله راجل الرميلة حيث كان الأطفال أبطالاً للعديد من الملاحم مثل سيرة العارف بالله الشيخ ودبدر وملحمة «الخلوة» لمؤلفها الشيخ محمد علي الإمام وغيرها من التراث الصوفي والديني الذي يخلب القلوب ويشرح الصدور..!!
ورغم أن الأخ المتصوف معتمد الخرطوم عثمان البشير الكباشي شرف جزءاً من الاحتفالات الشيخ المكرم وأتباعه إلا أنني أعاتب قنواتنا الفضائية لتخلفها عن الركب، وبالتالي إضاعة هذه السانحة العظيمة لتوثيق تلك الأعمال وانشغالها بالتي هي أدنى وتفويتها لكل الخير..!!
وإن كنا نجد العذر للقنوات المختلفة فلا عذر مطلقاً لقناة «ساهور» المتخصصة والتي نظن إنها لم تنقل تلك الاحتفالات على الهواء ولم تكلف نفسها حتى عناء التسجيل والتوثيق..!! إننا نربأ أن نقول« الصوفية في شنو.. وساهور في شنو؟!»

زكريا حامد
كُتب في: 2010-02-24


٭ جاء في الصحف أن«منظمة الأسرة السعيدة» ستنظم دورة تدريبية اليوم لنيل«رخصة قيادة الحياة الزوجية»، وذلك للحد من معدلات الطلاق وإعداد الشباب ودعمهم لاستدامة الحياة الزوجية..!!.
وفور إطلاعي على الخبر قلت في نفسي«خير وبركة» ما دام الحصول على تلك الرخصة لا يتطلب إجراءات «الفحص الآلي» ولا تعقيدات«حركة وراء» المتبعة حالياً في الحصول على رخص القيادة، والتي أدت الى هروب الساقطين من المركز الى الولايات والعودة بالرخصة من هناك، دون أدنى مجهود «لا وراء.. ولا قدام». ومن ثم ركوب الظلط في الخرطوم ويا دار ما دخلك شر..!!.
وقناعتي أن معدلات الطلاق عندنا عالية، ولكن ليس بسبب ضعف إعداد الشباب للحياة الزوجية، وإنما لعوامل أخرى عديدة، من بينها ارتفاع تكلفة المعيشة والعادات الضارة كالختان الفرعوني وأمراض العصر مثل«الايدز» وقانا الله وإياكم..!!.
ولو أن المنظمة جزاها الله خيراً حريصة كما تقول على«استدامة الحياة الزوجية» فعليها أن تمنح خريجيها الى جانب«الرخصة» طبعاً«مظروفاً» معتبراً، حتى لايتوهم كل عريس بعد انقضاء فترة«العسل» أن عليه هو وحده أن يسدد ديون السودان الخارجية ويتحمل جزءاً من تعثر البنوك، ويرد بعضاً من الأموال المنهوبة من المؤسسات والشركات الحكومية طبقاً لما ورد في تقارير المراجع العام..!!.
سمعت الشيخ مبروك يقول لأحد المتصلين ببرنامجه التلفزيوني الناجح:-«ياسيدي ما فيش حاجة اسمها الكلمة ركبت في لساني.. وحتى لو كانت الكلمة ركبت بصحيح، قول لمراتك «عليّ الطلاق بالبطاطا»..!!.

زكريا حامد
كُتب في: 2010-02-23


٭ قالت وزارة الداخلية إن هناك أيادٍ لبعض الأحزاب والقيادات السياسية تحرك عصابات«النقرز» لإثارة البلبلة والفوضى، خاصة في فترة الانتخابات..!!.
وأملي أن «يكضب الله الشينة» لاسيما وأن الداخلية ألمحت فقط ولم تحدد كنه تلك الأيادي أو الأحزاب، لتكون المسألة برمتها مجرد «مضادات حيوية» للحيلولة دون انتشار وتنامي«فيروس العنف» في وأثناء الانتخابات..!!.
ولو أن هناك - لا قدر الله - أحزاباً أو أيادٍ تحرك عصابات «النقرز» فإن من باب أولى أن تجد عصابات أخرى، كتلك المتخصصة في «حقائب النساء» أو «الشيكات» وغيرها دعماً ورعاية من أحزاب وأيادٍ أخرى غير تلك التي تشد أزر وعضد«النقرز»..!!.
ولله الحمد والمنة أن المفوضية القومية لم تجز فيما أعلم رموزاً من شاكلة «النقرز» أو «الحقيبة النسائية» أو «الشيكات» لأيٍّ من المرشحين في المستويات المختلفة، وعلى الناخبين في العاصمة والولايات مراعاة ذلك عند التصويت..!!.
قال «بلدياتي» «عثماناب» المرشح السابق لرئاسة الجمهورية مع صديقه «كيجاب».. قال لبواب المستشفى عندما رفض السماح له بالدخول: «أنت يا جدع إزاي تمنعني من الدخول وأنا رئاسة الجمهورية جَلَتْ مني ببنط..؟!.

زكريا حامد
كُتب في: 2010-02-22


مشكلة بلادنا تتمثل في عدم قدرتنا على توفير المعلومة حول المشكلات التي تجابهنا وتؤرق مضاجعنا كالفقر والتسول والتشرد والتعاطي والعطالة والجنوح وغيرها من القضايا التي أصبحت الآن من كثرتها« على قفا من يشيل»..!
وقناعتي أن أي تحرك نحو الاتجاه الصحيح مرهون بمدى استطاعتنا على خلق مخزون استراتيجي من«الداتا» DATA بحسبان الآن الأرقام والاحصاءات هي التي توضح بجلاء حجم المشكلات التي تحتاج إلى الحلول وطرق الحل كذلك..!
وعلى المثال لا الحصر فان نسبة الأميين عندنا قد تكون 80 او 70 او 50% ولا أحد يملك الاجابة القاطعة وكذلك الحال للفقر والعطالة والوقت المهدر والازدحام المروري والعنوسة..!
والمصيبة أن كل مسؤول أو مواطن يبداً مسيرته دائما من نقطة«الصفر» معتبرا ان كل جهد ممن سبقونا مجرد«رجس من عمل الشيطان» او بقايا من «زمن الاستعمار» يجب كنسه وما أكثر من يلوحون بكنس كل شيء في هذا السودان المظلوم من اهله..!
في الطرفة أن مواطنا سودانياً بسيطاً عاد عبر الباخرة من أسوان إلى وادي حلفا وكان أول الواصلين لموقف السيارات وعندما سالوه عن عدد الركاب الذين معه بالباخرة أجاب قائلاً:-« حوالي ستمية تقريبا ولمان تعدوني معاهم حيبقوا ذي سبعمية..!

زكريا حامد
كُتب في: 2010-02-21

نحمد لوالي الخرطوم دكتور عبدالرحمن الخضر أنه يبدأ يومه بالاطلاع على قضايا ومشاكل ولايته التي ترصدها الصحف السيارة، لتكون حركة الرصد والمتابعة جزءاً من خارطة الطريق في اليوم المحدد.. قبل أيام قليلة أثارت«الوطن» الكارثة البيئية والصحية التي ألمت بالسوق المركزي الخرطوم، عقب انفجار شبكات الصرف الصحي هناك بصورة لم تسبق لها مثيل. وأحالت الوضع لما يشبه السلخانات ومكبات القاذورات النتنة، ليتحرك الوالي بجراراته وآلياته وتانكره وإدارته المختصة، ويقف بنفسه على الجهود المبذولة لتجاوز تلك المحنة ومعالجة آثارها السلبية..!
وإذا كانت«الشرطة» هي العين الساهرة، فإن «الصحافة» هي الاخرى تلعب دور «العين اليقظة» والتي تساهم في توسيع بؤرة وقرنية أعين المسؤولين وأجهزتهم، ليمدوا أبصارهم خلف حُجُب التقارير الرسمية فاقدة الشمولية..! وخلال جولة الوالي أمس رصدت«الوطن» حجم الدمار الذي يسببه المواطن بسلوكه غير الرشيد على مجمل عمليات الصيانة والنظافة، حيث تبين ان بعض اصحاب المطاعم يلقون ببقايا الاسماك وغيرها في مواسير الصرف الصحي، ليكونوا بذلك جزءاً من المشكلة لا جزءاً من الحل..!
في تسعينيات القرن الماضي، وبينما الأمطار تنهمر بوسط الخرطوم، طالبنا عامل النظافة بالخروج من فرندة بالسوق العربي، ليتسنى له نظافة ذلك الموقع. وعندما نظر«بلدياتي» رفيقي لحذاء العامل الذي كان يحمل نحو رطلين من الطين ودستتين من الأكياس الفارغة، قال له ساخراً:«أنت لو ختيت جزمتك دي في قفتك.. السوق كلو حيكون نضيف..!»..!.

زكريا حامد
كُتب في: 2010-02-18

كنت آمل أن يدش أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية أو لمنصب الوالي والدوائر الجغرافية حملته الانتخابية، بحملة إصحاح للبيئة ولكنس العاصمة لتكون خالية من الأذى والأوساخ والأكياس..!!.
وقناعتي أن «الخرطوم» إن لم ينظفه الناخبون ومرشحوهم في ظل زخم الحملات الانتخابية المقبلة، فستكون بحالتها الراهنة مثلها مثل الأندية والصالات عقب انتهاء مراسم الأعراس والاحتفالات...!!.
إننا نتوق لرئيس ووالٍ يبدأ حملته الانتخابية بكنس الشوارع، حتى يكتب عند الناس «كناساً» وما كنس الفساد عمن كنس الساحات والميادين والشوارع بعسير..!!.
في الطرفة أن الرئيس الراحل«أنور السادات» والذي اشتهر بالفوز في الانتخابات بنسبة «99.9%» أجرى اتصالاً هاتفياً بصديقه«كارتر» في امريكا للاطمئنان على سير حملته الانتخابية، وفوجئ بالرجل يقول له:-«الأمور مش كويسة، والظاهر ريغان حيفوز فيها».. ليقاطعه السادات قائلاً:- «يا صحبي ما تشيلش أي هم، أنا بكره الصبح حأبعثلك وزير داخليتي النبوي إسماعيل وحيطلعلك النتيجة «99.9%»...!!.

زكريا حامد
كُتب في: 2010-02-17


لأن «الفنون» جنون و«العمالة» ذات أوجه حمالة فإن«الجوانح» التي طالت وأصابت حتى كلابنا وحميرنا لامؤاخذة من قبل هؤلاء الوافدين تنذر بشر مستطير وخطير بحسبان أن التهامهم المنظم للحوم تلك الكائنات سيطيح بنسيجنا الحيواني ليكون هو الآخر هدفاً بعد محاولاتهم تدمير نسيجنا الاجتماعي بالفتن والمحن. وما أزمتا دارفور والشرق ببعيد..!
إنه من المؤسف حقاً أن يلتهم ثلة من العمال الأسيويين أكثر من «مائة حمار» باعتبار أن لحومها هي المفضلة إليهم مع أن ما يقدمونه وسيقدمونه من عمل وخدمات لهذا البلد وعلى مدى مائة عام لاتساوي جهد مجهود حمار» سوداني واحد من المأسوف عليهم وراحوا مبكيين على رجاحة عقلهم مقارنة بآكليهم..!!
إن السودان في قناعتي ليس بحاجة إلى«أكلة لحوم» الكلاب والحمير من الاسيويين وغيرهم ممن قدما الينا تحت ستار البحث عن«لقمة العيش» في حين أنهم لايكتفون باللقمة وإنما بحمار كامل الدسم شريطة أن يتم رمي جلودها ورؤوسها أمام نظر وبصر السودانيين ..!
وظني أن والدي عليه الرحمة لوكان حياً يرزق في هذا الزمن الأغبر وهو من الذين كانوا يرددون أمامانا ونحن صغار عبارة«الحمار ده أحسن منكم كلكم، وهو الوحيد البيشقى معاي عشان ناكلكم يا أولاد..«....»!!
أقول لو كان حياً لحمل عكازه وانهال على هؤلاء السفلة من قتلة وأكلة الحمير ولعل الرجل كان محقاً عندما تصرف حمارنا بشكل أرعن فقال لي:-« يا ابني الظاهر الحمار بتاعنا عمره ما حيبقى بني آدم»...!