سياحه مع زكريا حامد

زكريا حامد
كُتب في: 2010-02-16


٭ يبدو أن نهجاً جديداً وسلوكاً حضارياً يسري الآن في أوصال ولاية الخرطوم، بدليل أن الوالي الحالي دكتور عبدالرحمن الخضر استهجن وعلى رؤوس الصحفيين أسلوب «الكشات» وطريقة «التتار» التي تتبعها المحليات في تحصيل العوائد والرسوم من المحلات والدكاكين، والمتمثلة إما في «دفع الرسوم» وبالعدم رفع «الموازين والقدور»..!!.
وذهب الوالي الى أبعد من ذلك عندما وصف تلك التصرفات بأنها غير مقبولة ديناً ولا سلوكاً، وأن سلطات المصادرة هي من اختصاصات النيابات وليس المحليات..!!.
وقناعتي أن العاصمة الخرطوم على موعد قريب مع الفجر، فقط لو تعاهدنا نحن أهل الصحافة والإعلام على نكران الذات وخدمة الأهداف الكلية لبرامج وخطط الولاية، للخروج من بحور الظواهر السالبة، ونكون نحن معشر الصحفيين جزءاً من الحل لا بِضعاً من المشكلة..!!.
إن حجم التحدي بولاية الخرطوم في نظري يتطلب «صحافة» مشتكية لا شاكية، ومبكية لا باكية حتى لاينطبق علينا المثل المصري«جيتك يا عبد المعين تعين.. وأتاريك أنت عايز تتعان»..!!.
في الطرفة«أن بلدياتي» تعرض لكشة معتبرة تم على إثرها مصادرة «قِدرة فوله» بما حملت في الساعات الأولى من الصباح، فكتب على مدخل الدكان مايلي:«لدينا فقط سلطة بفتح السين.. أما القِدرة والفول.. فبطرف المحلية وستبقى هناك إلى حين السداد..!!».

زكريا حامد
كُتب في: 2010-02-14


٭ على مساحة أربعة آلاف متر وبمنطقة «المنشية» يتم حالياً وعلى قدم وساق إنشاء أحد أكبر المجمعات السكنية تحت مسمى «رويال ريسندت»..!!.
والهدف من إقامة هذا الصرح العملاق كما أوضح دكتور غلام الدين عثمان وزير الدولة الأمين العام لصندوق الإسكان والتعمير، هو قيام مجمع سكني متكامل من عمارة متعددة الطوابق مع كامل الخدمات من مواقف سيارات وحدائق ومسطحات مائية يراعى فيها كل الجماليات والاقتصاديات المطلوبة بنجاح مثل هذه المشاريع..!!.
وقناعتي أن المجمعات السكنية الضخمة هي الوسيلة الوحيدة للخروج من مشكلة السكن المزمنة بولاية الخرطوم، بحسبان أن «التمدد الرأسي» هو الحل الأمثل لإيجاد المأوى للناس، بعد أن فشلت سياسة تمليك مئات الأمتار أفقياً لكل راغب، مع تدني قدرة الناس على البناء في بلد كان حتى وقت قريب يعتبر «الأسمنت» من الكماليات..!!.
وظني أن عشرين عمارة من هذا النوع كفيلة باستيعاب كل قاطني مناطق العاصمة التي تنتهي أسماؤها بـ«اللاب» من شاكلة الدروشاب والخوجلاب واللاماب والشقيلاب والسروراب..!!.
ومن محاسن الصدف أن «البنك العقاري» يسترد عافيته وذاكرته ويقتحم بقوة هذا المشروع وبقية مشروعات الإسكان الكبرى، مما يبشر بقرب أوان«تمزيق فاتورة إيجار المسكن»..!!.
في الطرفة أن مواطناً ثملاً عاد إلى الكلاكلات قادماً من الحاج بعد فيضانات عام 1988م، وظل يعافر لفتح باب منزله بالمفتاح، مع أن كل السور الخارجي قد تحطم.. وعندما سأله شخص آخر عما يفعل رد عليه.. بعفوية «يا أخي المفتاح أبى يفتح... ثم ثانياً مافيش سور عشان الواحد ينطو..!!»..!!.

زكريا حامد
كُتب في: 2010-02-13


٭ أول عهدي بالانتخابات وبكامل قوتي الذهنية والجسدية، كان بمصر على أيام حكم الرئيس السادات عليه الرحمة ونحن طلاباً بالجامعات آنذاك..!
والعجيب أن الراحل السادات كان يحصل في كل مرة على نسبة (99.9%) مهما كانت المعارضة، ورغم نكات المصريين وسخرياتهم التي لم تطال الرئيس وحده، بل قرينته (سيدة مصر الأولى) جيهان السادات باعتبارها الساعد الأيمن له..!
وكان السادات مشهوراً بإطلاق صفات الحميمية على رؤساء الدول، كقوله دائماً: (قلت لصديقي كارتر) و(برجنيف صحبي ناوي يزور مصر) ..!
وجاء في كتاب (النكتة السياسية في مصر) أن السادات كان لبيساً من الطراز الفريد، ويخصص زياً عسكرياً كاملاً (يونيفورم) لكل مناسبة، فالابيض للرحلات البحرية والاخضر للمناسبات الوطنية، وزي الاباطرة في احتفالات القوات المسلحة الى جانب الجلباب المصري في قريته (ميت أبوالكوم) والشورتات للرياضة..!
وقد ارتفعت حناجر المصريين بالهتاف المضاد لهندام السادات في الانتفاضة التي تفجرت بشكل عفوي من الاسكندرية الى أسوان في أقل من ثلاثة أيام، بسبب زيادة سعر الرغيف، حيث أطلق عليها الرئيس الراحل (انتفاضة الحرامية) على الرغم من أن نحو (600) مواطن سقطوا خلالها وبلغت خسائرها الملايين..!!
ومن طرائف عشق السادات للبس والهندام جاء في الكتاب المذكور ان (جيهان) عادت الى منزلها ووجدت (السادات) متأهباً لإحراق آثاثات المنزل، فسألتهإنت عايز تحرق الدنيا واللا آيه...؟!) ليرد عليها بقولهأيوه نعم عايز أحرق).
فقالت لهوليه كده..؟!) فأجابهاعايز ألبس لبس المطافي!).

زكريا حامد
كُتب في: 2010-02-11


٭ إذا طبقت إدارة المرور عقوباتها الجديدة على «السائقين» المخالفين، فإن نحو سبعين بالمائة ممن يقودون «الحافلات» وثمانين بالمائة من سائقي«الهايسات» وكل قائدي وجوكية «الركشات» سيشرفون الحراسات في الساعات الأولى من الصباح، وليس في ذلك شك..!!.
وقناعتي أن بقاء كل هؤلاء خلف القضبان لن يحل مشكلة المرور وحوادثها وكوارثها واختناقاتها، بل سيضاعف صرف المحليات والوحدات، بحسبان أن كل مخالف يحتاج لثلاث وجبات في اليوم، دعك عن المطلوبات الأخرى، مما يحتم الإبقاء عليهم أحراراً بعيداً عن السجون مع تغليظ الغرامات» حتى لا نكرر تجربة الشيكات«يبقى لحين السداد أو الممات»..!!.
وعلى إدارة المرور أن تودع كل المخالفين في صالات مغلقة ولمدى شهر كامل، مع التفرغ لتلقين السائقين «الإرشادات المرورية» مع سن قانون يُسمى «يبقى لحين الحفظ» ويا دار ما دخلك شر..!!.
سمعتُ أن «مغترباً» عاد في إجازته وهاله حجم التغيير والتبديل والتعديل في خارطة العاصمة، ولكنه ولسوء حظه، سلك شارعاً بوسط الخرطوم بالاتجاه المعاكس، ليوقفه عسكري المرور ويسأله قائلاً:«يا شيخنا إنت عندك رخصة»..؟!.
وعندما أجابه المغترب بهدوء:«نعم يا سيدي عندي رخصة قطر...»...!!
صرخ العسكري وزجره بأ على صوته قائلاً: «ياخي أنزل لي تحت وتعال للضابط.. عامل فيها فاهم ومفتح وسايق ليك عربية برخصة قطر..!!
الطريف أن المغترب ظل يضحك لأن رخصته «مستخرجة» بدولة قطر..!!.

زكريا حامد
كُتب في: 2010-02-10


٭ جاء في الأخبار أن عدداً من ركاب«حافلة» نقل عام في بريطانيا حبسوا أنفاسهم لمدة خمس دقائق خوفاً على حياتهم..!.
وتقول التفاصيل إن سائق الحافلة وهو رجل مسلم، أوقف الحافلة فجأة ونزل وأغلق الأبواب وتحرك قليلاً ثم افترش سترة وأقام الصلاة وصار يتعبد بصوت مرتفع، مما أثار حفيظة الركاب المحتجزين والذين اعتقدوا أن«السائق» بصدد تنفيذ«عملية إرهابية»..!.
وقد تم الكشف عن هذه الواقعة عندما تقدم أحد الركاب بشكوى ضد السائق لدى الشرطة والنقل العام..!.
وفور اطلاعي على هذا الخبر الطريف، حمدت الله كثيراً لكون هؤلاء البريطانيين المحتجزين لم يفقهوا شيئاً عما قرأ «السائق المسلم» في صلاته، لاسيما وأن في ظني أنه قرأ في الركعة الاولى مع الفاتحة سورة «الكافرون»..!.
قبل سنوات أعلنت شركة طيران عربية عن تعرض إحدى طائراتها لعملية اختطاف من قبل راكب صومالي، وبعد هبوط الطائرة والقبض على القرصان تبين أنه ثمل للغاية، وكان يود الدخول الى التواليت «وبدلاً عن ذلك وحسب «الربطة»اقتحم «قمرة القيادة»..!.
الطريف أن الرجل وعندما سألوه عن أسباب إقدامه على اختطاف الطائرة، رد بقوله «قضاءالحاجة»..!.

زكريا حامد
كُتب في: 2010-02-03


٭ تلقيت عدة مكالمات أمس رغم أن «الشبكة» لم تكن على ما يرام، وكلها تؤيد وترحب بالخطوة الجبارة لولاية الخرطوم لضبط الاسواق ومنع العرض الخارجي للسلع والخدمات..!!.
وقناعتي أن دكتور عبدالرحمن الخضر والي الخرطوم، الذي ورث تركة مثقلة بالهموم والقضايا، قد ملأ كنانته الآن وأصبح في حالة استعداد«للرمي» عملاً بالحكمة المأثورة «قبل الرمي تملأ الكنائن»..!!.
ومن دلائل وصول«الخضر» لمرحلة «إطلاق الصواريخ» ان الولاية اعلنت عن خطط شاملة لضبط اقامة الاجانب بالاحياء، واخرى لضبط المهن الهامشية، وثالثة لوقف فوضى الركشات، ورابعة لحسم ظاهرة المشردين والمتسولين والباعة المتجولين..!!.
ولعلمنا المسبق بأن والي الخرطوم الحالي هو ممن منحهم الخالق قوة ألفي حصان، فإننا على ثقة بأن«رمياته» ستكون في «المرمى» ولن تخيب بإذن الله..!!.
إن العمران الحديث والبنايات الفارهة والواجهات الزجاجية أحالت العاصمة من ناحية الشكل الى مصاف العديد من العواصم المتحضرة، فقط ما تبقى من إعوجاج يتعلق بالناس وبسلوكهم ومسلكهم البدائي، إن لم نقل المتخلف..!!.
في الطرفة إن«صعيدياً» مصرياً زار القاهرة للوهلة الاولى يصطحب زوجته وطفله الشقي، والذي ظل ممسكاً بباب التاكسي ويسأل أبوه عن كل ما يمر أمام عينيه وهو يرد فقط بكلمة«ما أعرفش».. وعندما تدخلت الام قائلة:«كفاية يا ضناي هريت أبوك أسئلة».. زجرها الأب قائلاً:«ايه ياولية.. ما تخلي الواد يتعلم».

زكريا حامد
كُتب في: 2010-02-02


٭ طالبنا منذ سنوات بأن تتكفل «وزارة الأوقاف» باعتماد عدد من الحَفَظَة والمقرئين ليعطروا «سرادق العزاء» بآيات الذكر الحكيم، وها نحن نجدد الدعوة من جديد بعد أن اختلطت علينا «صواوين الأفراح» مع نظيراتها في الأتراح..!!.
ومما يؤسف له أن «شهية المُعزين» في المأتم أصبحت أكثر شراهة من تلك التي تسود صالات الأفراح، كما أن أصوات القهقهة والنقاش الحاد والثرثرة، هي الأكثر وضوحاً وشخوصاً في «بيوت البكاء»..!!.
والمصيبة أن «انفلونزا البوبار» و«طاعون الشوفونية» ضربا أجزاء واسعة من إرث وتراث وعادات أهل السودان، حتى صارت بعض العائلات تؤجر«النائحات» تماماً مثلما تفعل مع «الغنايات» وبالطبع لا عزاء للسيدات..!!.
سمعت أن«بلدياتي» اختلطت عليه مجمل أمور العاصمة، ليدخل مساء ذات يوم مكاناً يعج بالجالسين الصامتين، ويرفع «الفاتحة» على روح المرحوم المفترض، ولم يجد الاستجابة المطلوبة، فجلس ملياً يتفحص الوجوه الحزينة ثم يخرج عشرة جنيه«قديم» ويطلب من«ماسك الدفتر» تسجيل اسمه في الكشف.. غير أنه يُفاجأ باللعنات لكونه يدفع عشرة جنيهات فقط في الكشف، مع أن القيمة الأصلية تبلغ «75» جنيهاً، ليصيح قريبي قائلاً:«حرام عليكم حتى كشوفات البكيات قننتوها».. قبل أن ينبهوه بأن الكشف لمقابلة الطبيب والحكاية عيادة وليست «مأتماً»..!!.

زكريا حامد
كُتب في: 2010-02-01


٭ إذا انتهجت الشركات العملاقة الكبرى نهج الشركة السودانية للاتصالات «سوداتل» في مجال الدعم «الاجتماعي»، فإنه لا أحد سيقبع تحت خط الفقر أبداً..!!. لقد ذُهلنا حقاً ونحن نتابع بالأمس مسيرة تلك الشركة الرائدة، وهي تساهم بفاعلية في برامج«إجلاس» التلاميذ والطلاب وحفر الآبار في مناطق بعيدة عن العين وقريبة من القلب. كما أقرّ بذلك نائب رئيس الجمهورية علي عثمان طه..!!.
بل وامتد عطاء«سوداتل» للقطاع الصحي بتوفير أحدث الاجهزة والتقنيات لمستشفيات العاصمة والولايات..!!!.
وقناعتي أن«سوداتل» لم تكتفِ بربط مناطق السودان الشاسعة بالألياف الضوئية والكوابل البرية والبحرية فحسب، بل عمدت الى مد جسور الرحمة والتكافل بربط القلوب وقضاء الحوائج بين الناس، وبذل فائض ربحها للمحتاجين والمحرومين دون منٍ أو أذى..!!.
في الطرفة أن وافداً من خارج «وادي حلفا» جاء الى هناك يبحث عن عمل، وبالفعل اشتغل بالتجارة وحقق مكاسب ضخمة في شهور معدودة، الامر الذي أثار حفيظة بعض الأهالي.. وذات يوم كان الرجل يتحدث عبر هاتف ثابت.. مع قريب له في ولاية أخرى وسأل«بلدياتي» «عثمان جديد» عن نمرة«مفتاح حلفا» ليعطيها لقريبه، فزجره قريبه متسائلاً«وهي حلفا عندها مفتاح.. يا أخي لو عندها مفتاح إنت كنت خشيتها بالطريقة دي.. وتبقى مليونير في ستة شهور»..!!.

زكريا حامد
كُتب في: 2010-01-31


جاء في كتاب«طرائف الأخطاء الصحفية والمطبعية» أن الأخطاء ستكون موجودة ما دام الناس يعملون بلا توقف ودعا المؤلف « منذر الأسعد» الصحف العربية بأن لا تتذاكى علينا مثلما تذاكت مجلة«بيفر» التي تصدر بمدينة«ناباني» في اونتاريو عندما لجأت إلى حيلة طريفة لتسوغ وتبرر ما تقع فيه من أخطاء مطبعية عديدة فكتبت ما يلي:-« قد يلاحظ القارئ وجود بعض الأخطاء المطبعية ، في مجلتنا.. ولكن عليه أن يعلم أيضاً أنها أخطاء متعمدة، لأن هذه المجلة تحاول إرضاءً جميع الميول والأمزجة ، وهناك قراء مغرمون باكتشاف الأخطاء المطبعية في الصحف، وتحقيقاً لرغبة هؤلاء تحديداً نشرنا هذه الأخطاء...!»
وجاء في الكتاب أيضاً أن الطريقة الوحيدة للقضاء على الأخطاء هي طريقة اليوغسلافي «راديفوج مويرسكي» والذي الف كتاباً بعنوان«ماذا يبقى بعد الحرب العالمية الثالثة؟!» وغلف نسخة ببلاستيك مقفل.. وكانت المفاجأة للقراء أن صفحات الكتاب كلها بيضاء ليس فيها كلمة واحدة وترمز إلى أنه لن يبقى شيء بعد حرب كونية بأسلحة الدمار الشامل...!!!
وقد أكمل الفنان كامل البابا» هذه الطرفة الواقعية فاقترح أن ينص المؤلف اليوغسلافي على أن الترجمة والنقل من كتابه العجيب هذا محظوران..!!»

زكريا حامد
كُتب في: 2010-01-30


٭ جاء في الطرفة أن جماعة من (المؤتمر الوطني) نزلت تبشر ببرامجها الانتخابية في الولايات، وهبطت على قرية نائية، غالب قاطنيها من (أنصار المهدي) ممن يعتمدون مبدأ (التقيّة) وظل متحدث المؤتمر يعدد الإنجازات على مدى ثلاث ساعات، ليخرج عليه أحد الأنصار ويصيح قائلاً: (أنحنا قريتنا دي عايز حاجتين.. موية وكهرباء.. أكان جبتوها لينا نقول ليكم (الله أكبر).. وكان ما قدرتوا تجيبوها نقول ليكم (الله أكبر .. ولله الحمد..!!)..!!!.
ومن طرائف الانتخابات كذلك أن (حبوبتنا) عليها الرحمة، ذهبت في منتصف السبعينيات لمركز الاقتراع بالقرية، لتدلي بصوتها للرئيس الراحل نميري، حيث كان بالمركز فيما أذكر صندوق عليه صورة «أبو عاج» ومكتوب عليها كلمة «نعم» بالبنط العريض، وصندوق آخر على مقربة من الأول ولا يحمل إلا كلمة (لا).. و»جدتنا التي كانت تكن محبة شديدة لنميري ولكن وبحكم ضعف بصرها آنذاك، ألقت بورقتها في الصندوق الآخر، أي صندوق (لا) لنميري، وجلست تبكي أمام باب المركز وتندب حظها التعيس وتلعن سنسفيل نظرها الضعيف..!!.
الشاهد أن اثنين من رجال الشرطة ممن كانوا يحرسون المركز، هبا لنجدة «جدتي» وعندما أخبرتهما بأنها زعلانة وغاضبة للغاية، لأنها أخطأت ورمت بورقتها في صندوق (لا).. صاحا بصوت واحد: (يا حاجة ما تشيلي أي هم، أنحنا بعدين كل الأوراق دي حنختها في (نعم)..!!).

زكريا حامد
كُتب في: 2010-01-2


٭ سألني ضيف عربي زائر سؤالاً عجيباً، فحواه«لماذا يُنْهِك الرجل السوداني نفسه في بناء منزل ثم يقوم فور اكتمال البناء بحمل كُرسيِّه للجلوس في الشارع..؟!. ولأنّ السائل لم يمنحني فرصة الاتصال بصديق أو حذف إحدى الإجابتين أو الرجوع للجمهور، قلت له إنّ الأمر مجرد محاولة للهروب من عُتمة التقاعد والمعاشات، إلى سعة الشوارع ومتابعة «الشمارات»..!!!.
ويقيني أنّ الرجل لم يفهم شيئاً مما عنيت، على الرغم من أنه ظل يهز رأسه، دليل الموافقة والاستحسان مردداً«والله إجابة مليحة!!»..!!!
آل مليحة آل.....!!!.
ومن طرائف«المعاشيين» أن أحدهم بنى منزلاً جميلاً، وخصص لنفسه غرفة بحمام في الطابق الأول، واعتكف هناك وسط الكتب وصخب«الشيشة».. ولأنّ الحلو ما يكملش- على قول المصريين- فقد فوجئ ذات ظهيرة بأنّ زوجته تصعد إليه، وتطالبه بالنزول إلى المخزن، ليتم إعداد هذه الغرفة لسكن بنتهم العروس.. وبالفعل نزل الحاج إلى المخزن ومارس حياته هناك، ليفاجئ بعد شهرين فقط ومجدداً أن حَرمه تطالبه بالانتقال إلى جزء من «جراج» العربة، حتى يتم تجهيز المخزن كسكن لابنهم العريس.. وانصاع الحاج للأمر ولكنه يكتشف ذات صباح أن أم العيال تتجه صوب مقر إقامته، ليصيح بأعلى صوته قائلاً:«الكونتينر.. لا الكونتينر..لا .. الكونتينر لا...!!».

زكريا حامد
كُتب في: 2010-01-27


قناعتي أن «كلابنا» الوطنية تتعرض للإبادة الجماعية ولاتزال، وتُفدي بذلك نظيراتها «الاجنبيات» ممن تعدت حدودها وتناست« أن الكلب كلب» وخرجت مزهوة بمحاباتها للسامية تنشر الرعب وتروع الأهالي الآمنين..!
ويبدو أن الامبريالية الدولية وعندما أخفقت تماماً في إقناعنا بجدوى إبادة كل طيورنا وأنعامنا تحت ذرائع اوكازيون« الانفلونزات» التي ما أنزل الله بها من سلطان، لجأت إلى حيلة ذكية تدغدغ أوهامنا الكامنة المتمثلة في الخرافة والسحر والدجل والشعوذة وصورت لنا أن «كلابنا الشيطانية» ومعهما «نسوة من الجن» وثلة من المرافعين» وام بعلو» وآخرين قرروا الفتك بنا ولأن البقاء للأصلح كما يقولون فينبغي علينا أن نبادر ونبيد لكي لا يكون على بسيطة بلادنا بعد حين «أثر لكلب بن كلب».. ولانامت أعين لصوص الليالي..!
والمصيبة أن بعض الجهلاء اعتقدوا خطلاً أن قتل كلب.. أي كلب فريضة، بل تمادى آخرون في غيهم وظنوا سوءاً أن من قتل«كلبا» وهو مسلم «دخل الجنة» كبرت كلمة تخرج من أفواههم..!
وظني أننا جميعاً نتصرف بذات عقلية« الصعايدي» الذي جندته جماعة متطرفة وأقنعته على حتمية تفجير نفسه في الساعات الأولى من الصباح«ساعة الذروة» في موقف اسرائيلي بتل أبيب.. غير أن صاحبنا قلّب الموضوع في دماغه مليا وربط حزامه وتوكل على الحي الذي لا يموت وتوجه نحو الموقف المقصود ولكن في غير الوقت المحدد من باب«التجربة» فقط ثم فجر نفسه في السهلة وراح أوانطة..!

زكريا حامد
كُتب في: 2010-01-26


٭ ومن الأخطاء الصحفية ما قتل.. فقد روى سعيد إسماعيل نائب رئيس جريدة «الأخبار» المصرية بعد هزيمة 1967م ما يلي: «حدث أن قام طلاب الإسكندرية وبعض الأساتذة بإضراب شامل احتجاجاً على بعض الأوضاع، فبعثت الرئاسة بمن يتوسط لديهم لينهوا إضرابهم.. وفعلاً وبعد محاولات مضنية أنهى الطلاب إضرابهم.. وأنزلنا الخبر في ماكيت الصفحة الاولى بالبنط العريض«طلاب الإسكندرية ينهون إضرابهم». فإذا بالجريدة تصدر في الصباح وخصوصاً طبعة الإسكندرية التي تذهب مبكراً وبها العنوان التالي«كلاب الإسكندرية ينهون إضرابهم».. فبدلاً من الطاء أتت الكاف.. وكانت أزمة سياسية كبيرة. كيف تتخذ صحيفة «الأخبار» دون كل صحف الجمهورية هذا الموقف من الطلاب؟! ولأن سوء النية متوفر لدى هؤلاء الطلاب وبعض أساتذتهم من أن«الأخبار» تستعدي عليهم الرئاسة، فقد عادوا الى الإضراب مرة أخرى.. وغضبت الرئاسة غضباً شديداً.. وسخطت على«الاخبار» فأصبحت مكروهة من الطرفين..!.
وذكر الصحفي صالح زيتون حسبما جاء في كتاب«طرائف الاخطاء الصحفية والمطبعية» أن إحدى الكليات الجامعية في بلد عربي احتفلت بتخريج دفعة من طلابها، تحت رعاية زوجة الوزير.. وفي اليوم التالي صدرت الصحف تحمل خبراً عن المناشيت استهلته بالقول:«استقبلت الكلبة حرم معالي الوزير أفواج الطلبة والطالبات..»!!.

زكريا حامد
كُتب في: 2010-01-25


عشنا وشفنا« سماسرة» العربات والشقق والعمارات، والأراضي والعقارات.. ولكننا نسمع لأول مرة بالبهوات« سماسرة الانتخابات».. أي والله العظيم.. وشعارهم بالطبع« أعطني من المال الملايين ارجعو هملك ناخبين»..!
وإذا كانت «الندرة» من الأسباب الرئيسية لزيادة الأسعار وتنامي الاحتكار في المنظور الاقتصادي فإن الغلو في شروط الترشح والتشدد في الاجراءات الخاصة بذلك هو ما يؤدي لتوالد وتكاثر«السماسرة» في مواسم الانتخابات بالمنظور السياسي..!! وعندما تشترط المفوضية حصول كل مترشح لرئاسة الجمهورية على تزكية«15» الف ناخب من «18» ولاية وبقوائم معتمدة باختام رئاسات تلك الولايات وبأعجل ما تيسر فإنه لا أحد يستطيع فعل ذلك اللهم إلا «عفريت من الجن» أو «سمسار» يهز ويرن..!
وقناعتي أن الأمور لو سارت على ماهي عليه فقد نطالع عما قريب لافتة مضيئة على واجهة إحدى المحلات تقول «سمسار انتخابات بالعاصمة والولايات.. فئات.. دوائر.. مرأة» أو من شاكلة:-« محلات الناخب لتوفير مستلزمات الانتخابات .. نحن نوفر لك«الأصوات».. الصناديق. الشعارات.. والبرامج».. للمزيد زورا موقعنا..«الناخب.. عجائب.. دوت كوم!!»»
المصيبة أن ينضم للحملة كل من هب ودب لتصل إلى مسامعنا صرخات العمال المتجولين وهم يرددون:-« نصلح السراير وبنظبط طلبات المترشحين..!»»

زكريا حامد
كُتب في: 2010-01-23


من طرائف الأخطاء الصحفية في بلادنا أن محرراً رياضياً على أيام صحيفة (السودان الحديث) في بدايات الإنقاذ رافق فريق الهلال إلى بورتسودان وأرسل من هناك خبراً جاء فيه بعد انتصاره أمس على هلال الساحل بهدفين دون مقابل ينتظر أن تقوم بعثة الهلال اليوم بجولة «نيلية» في البحر الأحمر!) والأقواس من عندي لتوضيح حجم كوارثنا الرياضية..!
والمصيبة أن (الأخطاء) لاتعترف بالحدود وتستشري مثل الجائحة مادام أن الانسان يتحرك ويعمل ويبتكر ويتطور، فقد قرأت أن صحيفة عربية نشرت خبراً عن المواطن السوري «احمد جبيلي» الذي استهل في الثمانينات جولة حول العالم سيراً على قدميه داعياً لحماية الأطفال من الحروب وقالت الجريدة في خبرها كما يلي: (إن الرحالة العربي أحمد جبيلي قطع حتى الآن (13) الف كيلو متر في (22) دولة، واستهلك خلال هذه الرحلة (22) حذاءً، بمعدل حذاء لكل دولة..!
وبعد أن نعت إحدى صحفنا الشاعر الضخم «أبوآمنة حامد» وهو حي يرزق قابلت الرجل بعد يومين من وفاته الافتراضية وبالسؤال قال لي يا أخي لو ختو صورتي واسمي يبقى المرحوم برضو مشي أنا .. لانو الصفات الجليلة دي كلها جبتها من فين..؟!

زكريا حامد
كُتب في: 2010-01-20


٭ تذكرت صحيفة«ألوان» الحبيبة ردّ الله غربتها وأنا مازلت أطالع كتاب «طرائف الأخطاء الصحفية والمطبعية» لمؤلفه«منذر الأسعد..»!. وأذكر أن مجلس الصحافة حينها كان قد أصدر قراراً بإيقاف تلك الصحيفة ليومين، بسبب مادة وردت في باب الراحل «أبو آمنة حامد» عليه الرحمة«دبايوا».. ولكن وبعد مرور ثلاثة أشهر فقط من الإيقاف، اكتشفت«السكرتارية» ليلاً أن «ابو آمنة» لم يرسل مادته، فتصرف زميلنا«كمال علي» واجتهد رغم أنه لم يصب«ولجأ الى الأرشيف الذي يحوي نحو خمسين عدداً، ولكن حظه العاثر يوقعه في ذات المادة موضوع الإيقاف، لتجتمع لجنة الشكاوى وتأمر بإغلاق «ألون» لثلاثة أيام لتماديها في الخطأ، واستهتارها الواضح بقرارات المجلس..!.
ومن طرائف الصحافة أن صحفياً شاباً حاول مراراً وتكراراً الحصول على حوار صحفي مع «توماس أدسون»، الذي قدم للإنسانية أكثر من ألف اختراع.. ومع اعتذار أدسون وإصراره على عدم الحديث، قام الصحفي بنشر حوار مطول من بنات أفكاره بعنوان «أعظم مخترع في العالم» ليفاجئ أدسون بالحوار المنسوب إليه زوراً، ثم يسارع الى إرسال برقية الى الصحفي تقول:«لقد برهنت الآن أن أكبر مخترع هو أنت لا أنا..»!!.

زكريا حامد
كُتب في: 2010-01-19


٭ رئيس التحرير متعه الله بالصحة والعافية، يبدي قلقاً عظيماً حال ظهور أخطاء مطبعية أو إملائية أو فنية في «الوطن»، وله كل الحق في ذلك، غير أن السرعة التي تجتاح كل العالم مضافاً إليها عوامل أخرى هي المسؤولة عن تلك الأخطاء..!!
وقد قرأت أن صحيفة«التايمز» اللندنية كانت تعج بالاخطاء المطبعية، مما اساء الى مكانتها الصحفية، فبحث القائمون عليها تلك القضية بكل جدية ثم توصلوا الى خطة موفقة نقلت الجريدة الى مرحلة التحدي، فرصدت مكافأة مقدارها ألف جنيه استرليني لكل من يعثر على خطأ مطبعي، ومع ان تلك الصحيفة كانت معروفة بكثرة عدد صفحاتها وبعد انقضاء سنتين وسبعة اشهر على قرار الجائزة لم يحصل عليها أي قارئ..!
والدليل على ان العلاقة بين السرعة والخطأ ليست حتمية ما رواه«ابن الجوزي» في كتابه الشهير«اخبار الحمقى والمغفلين» من أن خليفة أموياً كتب الى عامله على المدينة«ان احصي من عندك من المخنثين» لكن «الكاتب» اخطأ في الكتابة- فوضع نقطة على الخاء فوصل الكتاب الى الوالي هكذا«ان اخصي من عندك من المخنثين» فخصاهم، وقال«انه جزاء عادل»..!!

زكريا حامد
كُتب في: 2010-01-1


٭ لأن «أولاد الحرام» لم يتركوا شيئاً لأولاد الحلال، فقد عشنا وشفنا كيف يحتال البعض في زمننا هذا باسم المساجد، ولجأنها بلا خجل أو وجل..!!
وقرأت أن مجموعة إجرامية محترفة تطرق أبواب المواطنين لهبر المال الحرام تحت غطاء «بناء مسجد مربع«15 أبي سعد» مع العلم أن ذاك الحي يضئ ببركات مسجده العتيق وبلجنته الموقرة منذ عشرات السنين!!
ومن المؤسف حقاً أن تطال عمليات النصب والاحتيال بيوت الله والخلاوي القرآنية بواسطة مخاليق الله، ممن يرددون الشهادتين ويعلمون علم اليقين أن الله شديد الانتقام، ونسأله تعالى جل وعلا أن لا يصيبنا جميعاً بما فعله السفهاءُ منا.. آمين.!!
في حلفا وفي سالف الزمان، انتقم أهلي وعشيرتي من أحد الأثرياء الوافدين إلى المنطقة، وهو معروف بأن مصادر أمواله حرام في حرام.. وقد بنى الرجل مسجداً ضخماً فخماً، ظناً منه أن ذلك يخدع «الحلفاويين» ويصرف أنظارهم عن ملايينه السوداء، غير أنه تعرّض لسخرياتهم وقفشاتهم، فصار أحدهم إذا سألوه: «ياحاج صالح صليت العصر فين»..؟! يرد قائلاً:«في المسجد الحرام»..!!

زكريا حامد
كُتب في: 2010-01-17


٭ نسبت الزميلة«الأسطورة» إلى الدكتور جميل أحمد الأسمر، وهو طبيب زائر وسعودي الجنسية قوله: «إن ما يحدث عندنا وفي الحقل الصحي والطبي تحديداً يسمى«إهمالاً طبياً» وليس «خطأً طبياً»..!!
وأضاف للصحيفة ذاتها وباعتباره متخصصاً في مجال التطهير والتعقيم أن مستوييهما في السودان دون الثلاثين بالمائة، داعياً الجهات المختصة الالتفات لهذه القضية الخطيرة..!! وقناعتي أن«السرعة» هي أحد عوامل انتشار الأخطاء في مختلف ميادين الحياة، وليس الحقل الطبي فقط. فقد نشرت دراسة ميدانية في الولايات المتحدة تبين منها أن«8.3%» من الوصفات الطبية التي يصفها الأطباء هناك للمرضى، هي خاطئة نتيجة السهو والسرعة، وفي مستشفيين اثنين فقط، تمكن الصيادلة«وفقاً للدراسة ذاتها» من تفادي الخطأ في «479» وصفة..!!
أما الأدوية التي يصرفها الصيادلة خطأ، بسبب سوء خط الأطباء، فلم تكشفها أية دراسة حتى الآن..!!
ومن طرائف تلك الأخطاء أن طبيباً كلّف الممرض العامل لديه بنقل رسالة خطية إلى الصيدلي المجاور، تتعلق بأمور شخصية بحتة بينهما، فما كان من الصيدلي إلا أن يصرف للممرض نوعية من الأودية والتي عاد بها الى الطبيب الذي أذهلته المفاجأة، فسارع الى الصيدلي يعاتبه كيف يصرف علاجاً بموجب رسالة شخصية.. غير أن الصيدلي قال له«لم أفهم أي كلمة من سطورك، وعندي هنا بالمحل «رف» خاص بمجموعة من العقاقير التي لا تضر أصرفها عندما أعجز عن قراءة وصفات الأطباء..!!.

زكريا حامد
كُتب في: 2010-01-14

٭ مازلتُ مستمتعاً بكتاب «طرائف الأخطاء الصحفية» لمؤلفه «منذر الأسعد»، وتعميماً لدائرة الفرح والسرور والفرفشة، رأيت نشر ما يلي منه:«ومن الأخطاء المطبعية للصحف تلك التي عانى منها المواطن «عيسى متولي» أشهر قارئ صحف في مصر، ظهور اسمه تحت خطاب في باب بريد القراء بإحدى الصحف «عيشة متولي» فنشرت الجريدة في اليوم التالي اعتذاراً لأشهر قارئ صحف في مصر، توضح له أنه خطأ مطبعي تأسف عليه، فكان رده «أنني لم أغضب لأن اختاً لي اسمها«عيشة» وظلت تتلقى التهاني من الجيران طوال اليوم لورود اسمها في جريدتكم، لأنها أصبحت تراسل الجرائد مثلي..!
وجاء فيه أيضاً أنه وفي السبعينيات حدث خطأ مطبعي خطير يمس رئيس جمهورية مصر الراحل السادات، فقد تم جمع سطر من صفحة الآداب في متن خبر من أخبار الصفحة الاولى، فطبعت الجريدة هكذا«لقد أصدر الرئيس السادات العاشق الولهان قراراً بكذا..... واكمل الخبر!!»
وإذا بالسلطات الأمنية تصادر جميع الطبعات التي لم تبع بعد وتحرقها.
وكانت قد تسربت طبعة الى السوق وكادت تحدث أزمة كبيرة لولا أن الرئيس السادات قد تفهم الموقف وأمر بإنهاء المشكلة، لأنه عمل في الصحافة لفترة طويلة ويتفهم مثل هذه الأخطاء عليه الرحمة..!!.

زكريا حامد
كُتب في: 2010-01-12


٭ بعد نشري في هذا الباب أمس قصة«الوفاة المزيفة» للشاعر العملاق الجيلي محمد صالح أطال الله عمره بما يقل قليلاً عن عمر سيدنا نوح اطلعت على عجائب أخبار الوفيات المضروبة في كتاب طريف أهداه إلي ابن خالتي الدكتور كمال خليل حفظه الله!!
فقد قرأت فيه أن الشاعر الانجليزي« كيبلنج» قرأ خبر وفاته في إحدى الصحف ذات يوم فكتب إلى ناشرها رسالة طريفة قال فيها« لقد نشرت جريدتكم اليوم خبر وفاتي ولما كانت الجريدة من الصحف الجادة التي لاتنشر الأخبار إلا بعد التحقق من صحتها، فلاشك في أن خبر موتي صحيح.. لهذا آمل منك شطب اسمي من قائمة المشتركين، فجريدتك لن تفيدني مادمت قد انتقلت إلى العالم الآخر..! ونموذج آخر فقد توفي ذات يوم من أيام 1888م «لودفيغ نوبل» صاحب إحدى أكبر الشركات النفطية العملاقة وأحد أثرياء ذلك الزمان.. والتبس الأمر على بعض الصحف فنشرت في صفحاتها الأولى خبراً عن وفاة شقيقة «الفرد نوبل» مخترع الديناميت وكانت صيغة الأخبار كلها هجوماً على الرجل ، مثل«مات عدو الانسانية» و«نوبل يرحل بعد أن زرع الدمار»..الخ..!
وقرا الفريد نوبل رأي الناس فيه ، فاتخذ قراراً لم يعلن إلا عقب وفاته عام 1896م وهو تسخير ثروته التي جناها من ابتكاراته «وبعضها مدمر طبعاً» للإنفاق على جوائز تمنح سنوياً للذين يقدمون إسهاماتٍ مميزة في خدمة السلام والعلم والآداب..!

زكريا حامد
كُتب في: 2010-01-11


٭لا أعرف لماذا يسارع بعض زملاء المهنة في نشر الأخبار غير الصحيحة، حول وفاة المشاهير كما حدث للمرحوم أبو آمنة حامد عليه الرحمة قبل وفاته، وطال هذه المرة الشاعر الكبير المخضرم الجيلي محمد صالح، أطال الله عمره رغم كيد الصحفيين..!.
وقد شملني الشاعر الضخم بزيارة قبل أيام وحكى أنه صرف نحو سبعمائة جنيه في «فراشه المزعوم» بعد أن وصلت جموع المعزيين من الأمصار. وطالبني بالإشراف على «كشف الزملاء» وجمع وإيصال مال فراشه له، وهو على قيد الحياة لاسيما وأنه سيطلب من ورثته بإنهاء عزائه بانتهاء مراسم الدفن..!.
الأطرف أن «الجيلي» وقف امام سكرتيرة الصحيفة التي نعته وهو حي يرزق، وبالسؤال قال لها«الجيلي محمد صالح» لترد الفتاة بعبارة «الله يرحمو ويحسن إليه»..!. ان قصة شاعرنا الجيلي طيب الله أيامه ذكرتني بطرائف الاخطاء الصحفية، حيث نشرت صحيفة انجليزية خبراً عن وفاة الشاعر الفرنسي الكبير فكتور هوجو وهو على قيد الحياة، ولكن الصحيفة المذكورة لم تكذب ولم تعلق على خبرها لمدة عشر سنوات بالتمام والكمال، ولكنها وبعد تلك المدة الطويلة وبعد وفاة الشاعر هوجو حقيقة كتبت تقول:-«تأكيداً لما نشرناه قبل نحو عشر سنوات، فقد توفي الشاعر الفرنسي الكبير فكتور هوجو..!.

زكريا حامد
كُتب في: 2010-01-10


٭ أهلي وعشيرتي يقطنون إما في«الكلاكلات» أو«الحاج يوسف» قبل أن يكتشف أهالي «فرص» مقاطعة «الشقيلاب» نهاية الألفية الماضية، ولهذا السبب فإن زيارتنا لبحري وأمدرمان تحديداً تكون لأغراض العمل فقط لا غير..!.
وعندما تلقيت دعوة من إدارة مستشفى أمدرمان التعليمي، لأزورهم ظهر أمس السبت، قلت في نفسي وما الجديد هناك يا ترى لكي ألبي الدعوة..؟! وللحقيقة والتاريخ فقد تيقنت هناك مدى صدق مقولة«من رأى ليس كمن سمع».. خاصة وأن الموقع القديم بدا لي وأنا أهم بالدخول، مثله مثل«السلام روتانا»، وإن لم أبالغ «برج الفاتح»..!.
إن أهل السودان قادرون على العطاء والإبداع والتفوق، فقط لو أغلقوا باب الشيطان وأخلصوا النوايا والنيات، كما حدث في مستشفى أمدرمان..!.
وبتكلفة ثلاثين مليوناً وبهمة الأطباء والعاملين هناك، وبإرادة حديدية للإدارة، طالت عمليات التأهيل والتحديث والصيانة كل المرافق والعنابر والوحدات، بما في ذلك شبكة الصرف الصحي والمياه ومواقف العربات، مع إحلال وإبدال واسع للأجهزة والمعدات والأثاثات..!.
ولأن المزاج الشخصي كان رائقاً، رويت للأطباء هناك طُرفة «بلدياتي» «أوشي جكي» عليه الرحمة، الذي غضب من إخراجه من مستشفى سوبا قبل سنوات، وقال مخاطباً الدكتور «عمر» ابن الراحل عبود:«إيه حكايتكم معانا.. أبوك يطلعنا من حلفا.. وإنت تطلعنا من سوبا؟!».

زكريا حامد
كُتب في: 2010-01-09


٭ يبدو أن (داء النسيان) قد استشرى مؤخراً لدرجة أنني أتردد على منطقة (الصحافة شرق) بعد نهاية الدوام (ليلاتي)، علماً بأنني رحلت من هناك إلى حي (العامرية) على تخوم منطقة المستودعات قبل أسبوع كمحطة أخيرة قبل مغادرتنا إلى (الوادي الأخضر)..!!
وحكت لي قريبة لنا أن (جانحة النسيان) تفتك ببعلها يومياً، وروت أنه اصطحب طفله للحلاق وعاد وحيداً، بعد أن نسي (المحروس الصغير) في المحل ليكون لساعات من الأطفال غير الفاقدين للأبوين، بل لمكتسب الأب ولكن بذاكرة ضعيفة تتطلب زيادة (القيقا) بلغة الحاسوب..!
وظني أن تقلص الزمن لدرجة مريبة على أيامنا هذه، وتعاظم الهموم المعيشية وارتفاع رتم ووتيرة الحياة هي المسؤولة مع قضايا ومشاكل أخرى عن حالة (الهزايمر) الجماعية التي تطالنا حتى قبل دخول (الشيخوخة) المبكرة أو(الخرف الاختياري)..!!
وقناعتي أن (داء النسيان) هو ما يضاعف الأخطاء الطبية عندنا حالياً، حيث يغادر عدد من المرضى (المشافي) وهم يحملون في بطونهم بعض (عدة الشغل) من شاش ومقص ورؤوس (الدربكين) الطبي وغيرها..!!
ظل أحد (الواعظين) يعظنا في القرية لثلاث ساعات عن النسيان عند المرء المسلم .. وقال فيما قال إن من يصلي ويتطهر ويتمسك بدينه لا ينسى مطلقاً.. العجيب أن ذات الرجل ظل يصرخ بعد الوعظ قائلاً:- (يا جماعة أين خلعت عمتي ومتى...؟!!)..!!