مزاااج السوداني (الزول) ..
تتمازج الخواطر وتتشابك الانفعالات من هموم وفرح وضحكة من وجه عبوس تتغير حسب الاجواء المناخية المزاج العكر سرعان ما يتغير مع نسمة هواء عليل او مع رائحة دعاش او مع رزاز مطرة في بدايات الخريف ....متقلب الاهواء ..تارة تجده في اصعب الحوبات بنكران للذات وتارة تجده صامتا في كثير من معارك الحياة متحملا عبئها بابتسامه وساخرا منها بضحكة لا تتعدى اكثر من جزء من الثانية ..ثبات وشموخ وكرم باذخ ... سرعان ما نجد تلك الصفات قد تقلبت راس على عقب لو تعكر المزاج... نجده انطوائيا في حالات الفلس والسخانة ان تلازمة عوامل البيئة مع عوامل الاقتصاد ... واجتماعيا من الطراز الاول في المناسبات السعيدة والاتراح .
في نهاية التسعينيات عملت سائقا بمركبة ركاب (حافلة) داخل ولاية الخرطوم اخرج بها منذ البكور وحتى منتصف النهار واستغلها للذهاب بها للجامعة واواصل العمل بعد المحاضرات في رحلة كفاح ...وسط مجموعة من الاشخاص ذوي الشفة المثلثة التي تجمعهم برغم اختلاف الوانهم ولغتهم وقد اجتمعوا في امزجتهم وصفاتهم الوراثية الموحدة والتي تمازجت وتلاحقت واصبح النتاج زولا من طين النيل ..رغم ادعاء معظمهم انهم عرب واحفاد جهينة وبعض القبائل القرشية .. تاركين لي مساحة للدهشة من هذا الادعاء الذي هو اليسير منه صحيح وذلك من شفاهم الزنجية المثلثة الافريقية الشكل و التي اصبحت واضحة المعالم والشكل الموروث من حبوبتاهم الكوشيات .....انهم السودانيون ركاب حافلتي المتواضعة من كل اقاليم السودان بالخرطوم ملتقى الجمع القبلي من كل الولايات ....
حالتهم صيفا
حاجبان يلتقيان اعلى خط الانف ونظرات شاخصة دائما تجاه الكمساري ضحية المشكلات المناخية والاقتصادية في بعض الاحيان وهو العدو اللدود للموظفين وشماعتهم من احباط العمل والروتين ... واذكر ان احدهم اشتبك مع متحصل مركبتي المسكين (الكمساري) لتأخره اعادة الباقي (المية جنيه الحديد ) رغم تعلل الكمساري بعدم وجود فكه والغريب في الامر تجد كل الركاب في حالة هياج وتذمر وشكوى ترفع للسيد قائد المركبة شخصي المذهول من الهيجان الغريب وكثيرا ما تنتهي المشكلة بوسنه جامعة تصب كل اشكالات الحياة والمعاناة في السواق والكمساري المسكين اللذان تعودا وتأقلما على هذه المشاكل الروتينية ... والتي تواجه بصمت يزيدهم ريبة . كما حدث معي ان اشتبك مع شيخ سبعيني ملتحي بسبب كثرة توقفي واتذكر سبابه لي حتى اليوم والتي لم تشفع له سوى لحيته البيضاء الدالة على كبر السن والتي الزمتني صمتا جعله ينفعل عند نزوله ضاربا بيدية باب حافلتي العتيقة مصدر ا صوتا وكانه اصطدام قطار.. صارخا (انا بتكلم معاك انت اطرش بتخليني اكورك براي مالك انا ما بشر انا ما زول) في حالة هستيرية تأذت يداه بتلك الضربات التي تلقتها حافلتي وا لتي تلازمت بالصرخات وكان صمتي رصاصة في قلبة الذي احترق وتلك واحده من كثير ...
حالتهم شتاء وعند هطول المطر
اشخاص مبتسمون ابتسامة مفعمة واسنان بيضاء تؤكد فعالية معجون ابو ورده معجون الطبقه الكادحة
ياااااالله اخر ونسه ومعظمهم ينسى الباقي وتراهم مع الكمساري يتبادلون القفــشات وقد تغيرت ملامح الحواجب المكفهرة الى وضعها الطبيعي وقد اخذت عصبت الحواجب موقعا سفليا مابيتا لشفتي ن لتشدهما للجهتين اليمنى واليسرى لتصنع الابتسامة في الوجوه مما يجعلك تقود سيارتك طوال اليوم دون كلل او ملل ففي تلك الفترة تقل المشاجرات ويصبح الكمساري شخصا مكافحا في نظرهم وكثرا ما تسمع ربنا يقويك ويعينك يا ابني الحياة كفاح ......
هذا هو الزول (مجموعة متناقضات تصنعها البيئة والاقتصاد) ولذلك نجدهم اشخاصا طيبين وهميمين في بلاد المهجر ذات الطبيعة المناخية المعتدلة والكاشات التي يسميها ضحاكات والتي لم تأتي تسميتها عن فراغ ....
(الزول اطيب البشر لو زحيتو عنو السخانة والفلس )
مخلص عماد الدين بدر
واحد من الزولات
تتمازج الخواطر وتتشابك الانفعالات من هموم وفرح وضحكة من وجه عبوس تتغير حسب الاجواء المناخية المزاج العكر سرعان ما يتغير مع نسمة هواء عليل او مع رائحة دعاش او مع رزاز مطرة في بدايات الخريف ....متقلب الاهواء ..تارة تجده في اصعب الحوبات بنكران للذات وتارة تجده صامتا في كثير من معارك الحياة متحملا عبئها بابتسامه وساخرا منها بضحكة لا تتعدى اكثر من جزء من الثانية ..ثبات وشموخ وكرم باذخ ... سرعان ما نجد تلك الصفات قد تقلبت راس على عقب لو تعكر المزاج... نجده انطوائيا في حالات الفلس والسخانة ان تلازمة عوامل البيئة مع عوامل الاقتصاد ... واجتماعيا من الطراز الاول في المناسبات السعيدة والاتراح .
في نهاية التسعينيات عملت سائقا بمركبة ركاب (حافلة) داخل ولاية الخرطوم اخرج بها منذ البكور وحتى منتصف النهار واستغلها للذهاب بها للجامعة واواصل العمل بعد المحاضرات في رحلة كفاح ...وسط مجموعة من الاشخاص ذوي الشفة المثلثة التي تجمعهم برغم اختلاف الوانهم ولغتهم وقد اجتمعوا في امزجتهم وصفاتهم الوراثية الموحدة والتي تمازجت وتلاحقت واصبح النتاج زولا من طين النيل ..رغم ادعاء معظمهم انهم عرب واحفاد جهينة وبعض القبائل القرشية .. تاركين لي مساحة للدهشة من هذا الادعاء الذي هو اليسير منه صحيح وذلك من شفاهم الزنجية المثلثة الافريقية الشكل و التي اصبحت واضحة المعالم والشكل الموروث من حبوبتاهم الكوشيات .....انهم السودانيون ركاب حافلتي المتواضعة من كل اقاليم السودان بالخرطوم ملتقى الجمع القبلي من كل الولايات ....
حالتهم صيفا
حاجبان يلتقيان اعلى خط الانف ونظرات شاخصة دائما تجاه الكمساري ضحية المشكلات المناخية والاقتصادية في بعض الاحيان وهو العدو اللدود للموظفين وشماعتهم من احباط العمل والروتين ... واذكر ان احدهم اشتبك مع متحصل مركبتي المسكين (الكمساري) لتأخره اعادة الباقي (المية جنيه الحديد ) رغم تعلل الكمساري بعدم وجود فكه والغريب في الامر تجد كل الركاب في حالة هياج وتذمر وشكوى ترفع للسيد قائد المركبة شخصي المذهول من الهيجان الغريب وكثيرا ما تنتهي المشكلة بوسنه جامعة تصب كل اشكالات الحياة والمعاناة في السواق والكمساري المسكين اللذان تعودا وتأقلما على هذه المشاكل الروتينية ... والتي تواجه بصمت يزيدهم ريبة . كما حدث معي ان اشتبك مع شيخ سبعيني ملتحي بسبب كثرة توقفي واتذكر سبابه لي حتى اليوم والتي لم تشفع له سوى لحيته البيضاء الدالة على كبر السن والتي الزمتني صمتا جعله ينفعل عند نزوله ضاربا بيدية باب حافلتي العتيقة مصدر ا صوتا وكانه اصطدام قطار.. صارخا (انا بتكلم معاك انت اطرش بتخليني اكورك براي مالك انا ما بشر انا ما زول) في حالة هستيرية تأذت يداه بتلك الضربات التي تلقتها حافلتي وا لتي تلازمت بالصرخات وكان صمتي رصاصة في قلبة الذي احترق وتلك واحده من كثير ...
حالتهم شتاء وعند هطول المطر
اشخاص مبتسمون ابتسامة مفعمة واسنان بيضاء تؤكد فعالية معجون ابو ورده معجون الطبقه الكادحة
ياااااالله اخر ونسه ومعظمهم ينسى الباقي وتراهم مع الكمساري يتبادلون القفــشات وقد تغيرت ملامح الحواجب المكفهرة الى وضعها الطبيعي وقد اخذت عصبت الحواجب موقعا سفليا مابيتا لشفتي ن لتشدهما للجهتين اليمنى واليسرى لتصنع الابتسامة في الوجوه مما يجعلك تقود سيارتك طوال اليوم دون كلل او ملل ففي تلك الفترة تقل المشاجرات ويصبح الكمساري شخصا مكافحا في نظرهم وكثرا ما تسمع ربنا يقويك ويعينك يا ابني الحياة كفاح ......
هذا هو الزول (مجموعة متناقضات تصنعها البيئة والاقتصاد) ولذلك نجدهم اشخاصا طيبين وهميمين في بلاد المهجر ذات الطبيعة المناخية المعتدلة والكاشات التي يسميها ضحاكات والتي لم تأتي تسميتها عن فراغ ....
(الزول اطيب البشر لو زحيتو عنو السخانة والفلس )
مخلص عماد الدين بدر
واحد من الزولات
الإثنين 25 يناير - 2:49 من طرف سراج منير
» اشراك الساعة الصغرى
الأحد 24 يناير - 23:23 من طرف سراج منير
» آخر جيل من العرب
السبت 23 يناير - 8:03 من طرف سراج منير
» هلاك العرب في آخر الزمان
السبت 23 يناير - 7:46 من طرف سراج منير
» الملتقي العربي العاشر استشراف اداء الدوائر الحكومية شرم الشيخ –جمهورية مصر العربية للفترة من 5 – 8 ابريل 2020 م
الأحد 1 مارس - 5:22 من طرف محمد أحمد سويلم
» البرنامج التدريبي التميز والإبداع في التطوير الإداري وتنمية الموارد البشرية للفترة من 22-31 مارس 2020م تقام فى نفس التاريخ فى كلا من (دبي – القاهرة – اسطنبول – كوالالمبور )
الإثنين 20 يناير - 23:57 من طرف محمد أحمد سويلم
» ورشة عمل جدارات إدارة العمل بذكاء للفترة من 22-26 مارس 2020م تقام فى نفس التاريخ فى كلا من (دبي – القاهرة – اسطنبول – كوالالمبور )
الجمعة 10 يناير - 23:51 من طرف محمد أحمد سويلم
» ماجستير ادارة الاعمال بشرم الشيخ ( اقامة كاملة مع برنامج سياحي يشمل ( Diving and snorkeling في Blue Hole – حفلة مسائية على مسرح الف ليله وليليه – الذهاب ليلا الى منطقة Soho Square والتمتع بمشاهدة النافورة الراقصة )
الثلاثاء 7 يناير - 0:38 من طرف محمد أحمد سويلم
» الملتقي العربي العاشر (استشراف اداء الدوائر الحكومية ) شرم الشيخ –جمهورية مصر العربية
الإثنين 6 يناير - 0:10 من طرف محمد أحمد سويلم
» ماجستير إدارة العقود والمناقصات المهني المصغر
الإثنين 23 ديسمبر - 6:25 من طرف محمد أحمد سويلم
» فعاليات الورش والبرامج التي تبداء في 16 فبراير 2020 م
الخميس 5 ديسمبر - 3:43 من طرف محمد أحمد سويلم
» دعوة للمشاركة بالمؤتمر العربى العاشر : تكنولوجيا الموارد البشريه - بالقاهرة
الأربعاء 27 نوفمبر - 5:34 من طرف محمد أحمد سويلم
» فعاليات وحدة الشهادات المهنية باعتماد جامعة ميزوري الامريكية - فبراير 2020م
الثلاثاء 19 نوفمبر - 5:04 من طرف محمد أحمد سويلم
» البرنامج التدريبي أساليب تحليل المشكلات وصناعة القرارات للفترة من 5 - 9 يناير 2020 م
الخميس 31 أكتوبر - 4:47 من طرف محمد أحمد سويلم
» البرنامج التدريبي إستشراف المستقبل و أدواته في دعم إتخاذ القرار و بناء المستقبل للفترة من 22-26 ديسمبر2019م
الأربعاء 23 أكتوبر - 7:04 من طرف محمد أحمد سويلم